الرئيسية > غياب فرص العمل والفقر يدفعن الأردنيات للعمل في السباكة

غياب فرص العمل والفقر يدفعن الأردنيات للعمل في السباكة

الاحد, 19 تشرين الثاني 2017
النشرة الالكترونية
Phenix Center
غياب فرص العمل والفقر يدفعن الأردنيات للعمل في السباكة
المرصد العمالي - "الشغل مش عيب، المهم الواحد يوفر دخل لعيلته"، هذا ما بدأت أحلام بقوله عن عملها في السباكة، مؤكدة أنها تحمل شهادة في إدارةالأعمال إلا أن ندرة فرص العمل في محافظة المفرق دفعها للالتحاق بدورة السباكة والعمل في هذه المهتة رغم صعوبتها في بعض الأحيان.

وتضيف أحلام في حديثها "للمرصد العمالي" أن مهنة السباكة ليست للرجال فقط، وأن المرأة في حال جرى تدريبها تسطيع القيام بأي مهنة توفر لها دخلاً مادياً مناسباً.

وحول دافعها للعمال في هذا المجال، قالت: " العديد من السيدات تحتاج لإصلاح التمديدات في منزلها، وبسبب غياب زوجها عن المنزل، لا تستطيع إدخال رجل لاصلاحها، لذلك عندما تكون المرأة تعمل في هذا المجل تستطيع الذهاب للمنازل في أي وقت".

ورغم صعوبة العمل في بعض الأحيان إلا أن خالدة تؤكد أن العمل في هذا المجال ساعدها في دفع إيجار منزلها وشراء المستلزمات الأساسية لأطفالها ومنزلها، خاصة أن راتب زوجها لا يتجاوز الـ220 ديناراً شهرياً لا يكفيهم في ظل إرتفاع الأسعار المستمر.

وفي هذا السياق نشير أن مهنة السباكة هي حكراً على الرجال، في مجتمع تسوده ثقافة العيب، وسوق عمل طارد للمرأة وحسب تقارير متخصصة، مازالت ثقافة العيب هي المسيطرة على نظرة المجتمع لعمل المرأة الأردنية في سوق العمل، مما جعل مساهمتها بالنسبة لسوق العمل لا تتعدى 12%، مما يعني أن امرأة واحد فقط من كل ثماني نساء أردنيات إما تعمل أو تبحث عن عمل، مقابل ثلاثة من كل خمسة رجال، حسب تقرير لمركز الفينيق للدراسات الإقتصادية والمعلوماتية الذي فسر ذلك لأسباب عديدة منها عدم توفر بيئة عمل لائقة للمرأة، وتدني الأجور، وطول ساعات العمل، وصعوبة المواصلات، وغياب الحماية الإجتماعية، إضافة إلى نظرة المجتمع لعمل المرأة، وغيرها من الأسباب.

وحول الدخل الشهري للعمل في السباكة أكدت عدد من العاملات أنه يتراوح بين 150 – 300 ديناراً شهرياً حسب العمل وذهابها للمنازل.

وأكد من جرى مقابلتهن أنه رغم صعوبة العمل وعدم وجود حماية اجتماعية لهن من خلال عدم اشتراكهن بالضمان الاجتماعي، وعدم توفر رعاية صحية في حال تعرضن لإصابة عمل، إلا أنهن مُصرين على العمل في هذه المهنة بسبب الفقر المنتشر في مناطقهن "الأغوار، والمفرق".

وطالبت العاملات الجهات المختصة بالعمل على تنظيم المهنة للمرأة العاملة في هذا القطاع، وإيجاد حلول لحماية حقوقها، وإيجاد آليه ليصبح الدخل الشهري ثابت.

وقالت عاملات أنهن حصلن على تدريب من جمعية السِباكة والطاقة التعاونية وهي أول جمعية تعاونية نسائية في الأردن تعمل في مجال السباكة، وتقدم عضوات الجمعية خدمات السِباكة والتصليح والتدريب للأردنيات ومؤخراً للاجئات السوريات حول أساسيات السِباكة وترشيد استهلاك المياه والطاقة في المنزل.

ومنذ عام 2016، منحت الجمعية تراخيص لأربعين أردنية وسورية في مجال السِباكة، وهي الجمعية التعاونية الوحيدة المعتمدة من وزارة العمل لترخيص السبَّاكات، وتعمل الجمعية أيضاً مع مؤسسة التدريب المهني في الأردن لوضع دورة متقدمة في مجال السِباكة للنساء.

خولة الحوراني أول سباكة أردنية تقول: "بعد أن تجاوزت سن الأربعين من العمر، وكبر أبنائي الثلاثة تولدت لدى فكرة العمل التطوعي التي كانت منطلقا لامتهاني السباكة".

وتضيف الحوارني "أردت استثمار ساعات الصباح بعمل مفيد يمكنني من تحقيق ذاتي، عندها قررت الالتحاق في دورة التسويق الاجتماعي حول ترشيد استهلاك المياه، ومن ثم  حظيت بفرصة المشاركة في دورة صيانة أدوات صحية منزلية، وانتظمت بـ150 ساعة تدريب في مدة ثلاثة أشهر.

وتؤكد الحوراني أن عملها في مجال السباكة خدم الكثير من السيدات لصيانة أنابيب المياه المنزلية أو خلاطات أدوات صحية تنزف ماء فوجود امرأة تتولى هذا العمل يجعل ربات المنازل يشعرن بالاطمئنان أكثر خاصة عندما يكون رب الأسرة في عمله، مما يحول دون إحضار سباك يتولى مهمة الصيانة.

 وتقول الحوراني أنها تمارس عملها في ساعات الصباح بينما تتفرغ لبيتها في المساء، إضافة إلى أنها تذهب للمنازل عندما تكون ربة البيت وحدها في المنزل.

وعلى الرغم من ثقافة المجتمع الرافضة لهذا النوع من العمل للمرأة ، وصعوبات العمل الجسدي التي ترافق مهنة السباكة، تبقى الظروف الإقتصادية الصعبة سيدة الموقف تفرض واقع حال جديد نقل عمل المرأة من خانة الرفاهية إلى خانة الضرورة الإقتصادية التي تعزز من دخل الأسرة وتلبي إحتياجاتها، ومن حالة عدم الإنتاجية أو حتى الإنتاجية الموسمية إلى حالة من الاستقرار والاستقلالية المادية.