المرصد العمّالي الأردني - رزان المومني
رغم أن المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي منذ تأسيسها تُقدم زيادة الإعالة للنساء المعيلات اللاتي يرأسن أسرهن الحاصلات على رواتب التقاعد، إلا أن القليل منهن على علم بهذه الزيادة وكيفية الاستفادة وشروط استحقاقها.
ووفقا لأرقام دائرة الإحصاءات العامة، فقد بلغت نسبة النساء المعيلات اللواتي "يرأسن أسرهن" 20.6 بالمئة لعام 2022، في ارتفاع غير مسبوق.
وتُعرّف "المرأة المعيلة"، وفقاً لتقرير صادر عن منصة العدالة الاجتماعية، بأنها المرأة القائمة على إعالة أسرتها في حالة غياب الزوج، أكان بسبب موته أو وقوع الطلاق بينهما أو سجنه أو عجزه وعدم قدرته على الإنفاق.
تؤكد نساء معيلات لأسرهن في أحاديثهن لـ"المرصد العمّالي الأردني" أنهن لا يعرفن شيئاً عن هذه الزيادة، وأن هناك ضرورة إلى توعية النساء بوجود مثل هذه الزيادات لتحسين أوضاعهن الاقتصادية.
فيما تقول نساء معيلات مستفيدات من زيادة الإعالة، إن الزيادة تساعد في تحسين ظروفهن الاقتصادية وأسرهن، في وقت تكون رواتبهن التقاعدية قليلة.
لا تعرف عن الزيادة
تُعيل راما أسرتها المكونة من خمسة أطفال منذ ما يُقارب عشر أعوام قبل أن تتقاعد من عملها كمعلمة في إحدى المدارس الخاصة بالعاصمة عمان، وتحصل حاليا بعد تقاعدها على راتب 480 ديناراً شهرياً.
وتوضح أن راتبها التقاعدي لا يكفيها لتغطية الالتزامات الشهرية المترتبة عليها، وأن طليقها لا يعترف سوى بالنفقة التي ترى أنها غير كافية، "أغلب الأشهر أضطر للشراء في الدين لأستطيع إكمال الشهر".
وتقول لـ"المرصد العمّالي الأردني" إن ظروفها الاقتصادية والمعيشية صعبة، ولا تعرف شيئاً عن هذه الزيادة وكيفية الاستفادة منها قبل إجراء المقابلة الصحفية معها.
وتعتزم راما في أقرب فرصة التقدم إلى مؤسسة الضمان الاجتماعي للاستفادة من هذه الزيادة التي ترى بأنها فرصة لتخفيف الأعباء المالية عليها.
تساعدها الزيادة بتخفيف الأعباء
أما هدى التي تعيل أمها واختها قدمت منذ ثلاث أعوام إلى الضمان الاجتماعي للاستفادة من زيادة الإعالة وحصلت عليها في وقت كانت تعاني فيه وأسرتها ظروفاً اقتصادية صعبة.
تقول في حديثها لـ"المرصد العمّالي الأردني" إن راتبها التقاعدي من عملها في إحدى مصانع الحياكة في إربد لا يُجاوز الـ150 ديناراً شهرياً.
وتوضح أن بعد تقديمها للاستفادة من زيادة الإعالة أصبحت تحصّل 180 ديناراً شهرياً، "رغم أن التقاعد بالأصل قليل، فقد ساعدتني الزيادة على تغطية فاتورتي الكهرباء والماء".
وتشير هدى إلى أنها عرفت عن زيادة الإعالة عن طريق إحدى منصات التواصل الاجتماعية، فيما تأمل تنظيم حملات توعوية لتعريف النساء بزيادة الإعالة التي تقدمها مؤسسة الضمان الاجتماعي.
الضمان: 4503 متقاعدة مستفيدة
بدوره، يقول مساعد مدير عام المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي للدراسات والمعلومات والناطق الإعلامي باسم المؤسسة محمود المعايطة في تصريح إلى "المرصد العمّالي الأردني" إن عدد المتقاعدات الحاصلات على زيادة الإعالة على رواتبهن التقاعدية وصل إلى 4503 متقاعدة منذ بدء عمل المؤسسة عام 1980م.
ويوضح أن زيادة الإعالة تُصرف لصاحب راتب تقاعد الشيخوخة أو المبكر عن ثلاثة أشخاص فقط في الحد الأعلى ممن يعيلهم، شريطة إبلاغ المؤسسة عند استحقاق الراتب التقاعدي وانطباق شروط الإعالة عليهم، منذ تاريخ استحقاق الراتب التقاعدي وفقاً لأحكام قانون الضمان الاجتماعي.
ويبيّن إن هذه الزيادة تستحق لكل من الأبناء الذكور الذين لم يكملوا سن 23 سنة باستثناء من لديه عجز كلي بقرار من المرجع الطبي في المؤسسة، والبنات غير المتزوجات ولا يعملن، وكذلك المطلقات والعازبات والأرامل، كما يستفيد أيضاً الإخوة والأخوات وأبناء صاحبة راتب التقاعد الأرملة أو زوجة المفقود أو الغائب أو المطلقة في حال وفاة طليقها شريطة إثبات ذلك بوجود حجة إعالة.
ويلفت المعايطة إلى أن زوج صاحبة راتب التقاعد يستفيد من صرف زيادة الإعالة شريطة أن تثبت إعالته من زوجته بأن يكون لديه عجز كلي بقرار من المرجع الطبي في المؤسسة ولا يعمل، بالإضافة إلى الوالدين الذين يتولى المتقاعد إعالتهما شريطة إثبات ذلك بحجة إعالة.
ويشير إلى أن شروط صرف زيادة الإعالة على الراتب التقاعدي تتمثل في الحالات التالية؛ وهي أن لا يوجد متقاعد آخر يتقاضى زيادة الإعالة عن المعال نفسه، وأن لا يتقاضى المعال أجراً عن عمل أو دخلاً من مهنة أو راتب تقاعد أو راتب اعتلال باستثناء زوجة المتقاعد فيستحق عنها الإعالة دون أي شرط.
وحول آلية صرف زيادة الإعالة، يوضح المعايطة أن المعال الأول تُصرف له زيادة على الراتب التقاعدي للمعيل بنسبة 12 بالمئة من ذلك الراتب وبحد أدنى 10 دنانير وحد أعلى 100 دينار، وتُصرف زيادة عن المعال الثاني والثالث بنسبة 6 بالمئة عن كل منهما من الراتب التقاعدي وبحد أدنى 10 دنانير وحد أعلى 25 ديناراً.
صندوق متخصص لدعم المعيلات
بينما، تقول الخبيرة الدولية في التدقيق الجندري العين ميسون العتوم في حديثها إلى "المرصد العمّالي الأردني" إن المرأة العاملة المعيلة تكون مساندة للرجل، وعندما يتخلى عنها الرجل تكون النفقة التي تحصّلها منه غير كافية بناءاً على شكاوى من نساء مطلقات معيلات.
وتوضح العتوم أن المعيلات يناضلن من أجل تغطية الالتزامات المترتبة عليهن رغم كل التحديات التي تقف أمامهن.
وتقترح استحداث صندوق متخصص من قبل أصحاب القرار لدعم النساء المطلقات اللاتي يُعلن أسرهن؛ ولما لذلك من آثار إيجابية على المرأة والأطفال والمجتمع ككل.