الرئيسية > جامعيون: حاجتنا للعمل تدفعنا للقبول برواتب متدنية

جامعيون: حاجتنا للعمل تدفعنا للقبول برواتب متدنية

السبت, 11 تشرين الأول 2014
النشرة الالكترونية
Phenix Center
جامعيون: حاجتنا للعمل تدفعنا للقبول برواتب متدنية
المرصد العمالي -  شيرين مازن - قرر الطالب محمد العمل في إحدى الشركات الخاصة، إلى جانب دراسته الجامعية، لتأمين راتب شهري يساعده على سد الاحتياجات الدراسية، ومساعدة أسرته على مواجهة متطلبات الحياة.

يقول أحمد طالب السنة الثانية في الجامعة الأردنية" رغم استغلال بعض أصحاب العمل لنا، إلا أن الحاجة تجبرنا على تحمل المعاملة السيئة".

ويضيف "أعمل لثماني ساعات، دون ضمان اجتماعي، أو تأمين صحي، إضافة إلى ما أسمعه من ألفاظ نابية من صاحب العمل، إلا أن حاجتي للمال تجعلني أتنازل عن أمور عدة".

ويشير "رغم الصعوبات التي واجهتها في بداية الأمر، في كيفية التنسيق بين ساعات العمل التي تبدأ عند الرابعة عصرا، والمحاضرات المطلوبة يوميا، اعتدت وتأقلمت مع الوضع الجديد".

أحمد الذي يعمل في شركة خدمات اصطفاف السيارات يصر على مواصلة عمله رغم ما يتعرض له من صعوبات، حتى ينهي دراسته الجامعية ويعمل في مجال الإخراج التلفزيوني.

وهنالك العديد من الطلبة الجامعيين، الذين يجمعون بين الدراسة الجامعية والعمل بوظيفة، خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الكثير من الأسر الأردنية.

ورغم أن غالبية من جرى مقابلتهم لا تتجاوز رواتبهم الـ200 دينارا أردنيا، ولا يتمتعون بالتأمين الصحي، ولا تشملهم مظلة الضمان الاجتماعي، إلا أنهم يفضلون عدم ترك العمل، لأسباب باعتقادهم أنها غير مهمه أمام حاجتهم المادية. 

الطالب الجامعي مصطفى واحد من بين هؤلاء الطلبة، فهو يعمل في أحد محلات بيع الألبسة خلال الفترة المسائية، يرى أن عدم شموله في الضمان الاجتماعي ليس مبررا لتركه العمل، خاصة أن لديه شقيق آخر يدرس في الجامعة.

يقول مصطفى "أتقاضى 220 دينارا تساعدني في دراستي، ورغم تعامل بعض الزبائن معي بأسلوب غير لائق، إلا أنني أتحمل كافة ظروف العمل لحاجتي الماسة للمال".

ميسم تقول "أتعرض للاستغلال من قبل صاحب العمل، حيث يبلغ أجري الشهري 150 دينارا، لكن ظروف الحياة ومتطلباتها ومنها: الأقساط، ومصاريف التنقل، والمستلزمات الجامعية، وغيرها الكثير، تحتم علينا العمل في كافة الظروف".

كذلك هو الحال بالنسبة إلى دعاء التي تعمل بائعة في أحد المولات التجارية، مشيرة إلى أنها عملت منذ دخولها الجامعة من أجل تأمين مصروفها الجامعي، إلى جانب أنها وفي كثير من المرات تساعد أهلها في بعض المصاريف رغم أن دخلها لا يتجاوز الـ170 دينارا.

ولا تجد دعاء في العمل عيبا ومهما كان بسيطا، وتؤكد أن العيب هو أن يحتاج الإنسان لغيره وهو قادر على العمل والإنتاج.

سالم قال "إن الظروف المادية الصعبة اضطرته للبحث عن عمل، لتأمين مصروفه، وتسديد رسومه الجامعية، ومساعدة والده، مضيفا أنه يعمل بدوام مسائي في مطعم منذ سنتين تقريبا بمهنة خدمة الزبائن في إحدى شركات الاتصال، ويبدأ عمله بعد انتهاء دوامه في الجامعة حيث يبقى في موقع عمله حتى الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل، بدخل لا يتجاوز الـ200 دينار".

يذكر أن خط الفقر المطلق (الغذائي وغير الغذائي) بلغ عام 2010 (813.7) دينار للفرد سنوياً، وللأسرة المعيارية المكونة من 5.4 فرد 366 ديناراً شهرياً، وبلغ خط الفقر في الأردن للأسرة المعيارية ما يقارب 400 دينار شهرياً.

 وأشارت الأرقام الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة نهاية عام 2013  أن 42% من المشتغلين الأردنيين تقل رواتبهم الشهرية عن  300 ديناراً،  وأن 90% من المشتغلين تقل رواتبهم عن 500 ديناراً شهرياً؛ بمعنى أن غالبية الأسر لا تستطيع أن تغطي حاجاتها الأساسية الغذائية وغير الغذائية. 

ويبلغ عدد الطلبة الاجمالي بالجامعات الأردنية 45 ألف طالب وطالبة، ولا يوجد رقم تقديري لأعداد العاملين منهم.