الرئيسية > حريق يلتهم 5 أفراد.. معاناة الباكستانيين في الأردن مستمرة

حريق يلتهم 5 أفراد.. معاناة الباكستانيين في الأردن مستمرة

الثلاثاء, 03 كانون الثاني 2023
النشرة الالكترونية
Phenix Center
حريق يلتهم 5 أفراد.. معاناة الباكستانيين في الأردن مستمرة
المرصد العمالي الأردني – أحمد الملكاوي 
صباح ثالث أيام العام الجديد، استيقظ الأردنيون على بيان أمني يخبر عن وفاة عائلة من خمسة أفراد بمنطقة غور المزرعة جراء حريق شب في خيمتين يقيمون فيهما.

بيان مديرية الأمن العام قال إن الأفراد المتوفين هم من جنسية آسيوية تعرضوا لحروق بالغة ونقلوا إلى مستشفى غور الصافي الحكومي وتم فتح تحقيق بأسباب الحريق.

في ما وصل إلى "المرصد العمالي الأردني" من معلومات، فإنّ العائلة المتوفية في الحريق، باكستانية الجنسية، شب حريق في الخيمتين قرب الثانية بعد منتصف الليل، وهما تبعدان مسافة بسيطة عن الخيام التي يقيم فيها ذوو رب الأسرة وأشقاؤه، ولو كانت قريبة منهما ربما احترقت سائر الخيام الموجودة في الأرض.

وفي تفاصيل الحدث، تقول زينة الدغيمات، إحدى المقربات من العائلة، وهي أردنية تجمعها علاقة نسب بالأسرة، إنّ مَن حول الخيمتين استيقظوا على رائحة الدخان الناتج عن الحريق المشتعل، واتصلوا الدفاع المدني، ولكن لم تكد كوادر الإطفاء والإنقاذ تصل حتى تفحمت جثث العائلة.

في حديثها إلى "المرصد العمالي الأردني"، تقول الدغيمات إنّ المعلومات الأولية لسبب الحريق هو تماس كهربائي داخل الخيمتين.

وتبين أنّ العائلة هي إحدى العائلات الباكستانية المقيمة في الأردن منذ زمن، وتطبعت بطباع الأردنيين، ولا يعرفون الباكستان إلّا بالهوية وجواز السفر وكثير منهم لم يزوروها أصلأً، وهذا الحادث ليس الأول للعائلة ذاتها، فهي سنويا إما تتعرض لخطر تدفق مياه الأمطار، أو لحريق، لكن ليس بمثل هذه الدرجة والضحايا.

وتشير إلى أنّ والد رب الأسرة، حاول مراراً شراء منزلٍ له ولأبنائه، إلّا أنّ عدم حصولهم على الجنسية الأردنية كان يحول دون ذلك، وفي حال دفع ثمن البيت، سيضطر إلى تسجيله باسم شخص أردني، ما يعني عدم ملكيته لشيء على الأوراق الرسمية.

وتؤكد أنّ الوقت قد حان لمعاملة هؤلاء الباكستانيين معاملة الأردنيين، "فكلهم ولدوا في الأردن منذ أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، ولا يتحدثون اللغة الأردية التي يتحدث بها الباكساتنيون، فهم أردنيون باللكنة وباللغة والطباع والعمل، يعملون كغيرهم في قطاع الزراعة في الأغوار ويعاملهم الأهالي في المناطق الزراعية على أنهم أردنيون.

ووفقا للدغيمات، فإنّ حرمانهم من الجنسية يعرضهم لحوادث عديدة لعدم قدرتهم على شراء منازل وصعوبة استئجارها أيضاً، ما يجعلهم يستأجرون أراضي للعمل فيها والإقامة في خيام بمحيط هذه الأراضي، وهذا ما حصل مع العائلة التي توفيت صباح الثلاثاء، رب الأسرة عشريني تزوج في خيمتهم وأنجب ثلاث بنات فيها، كحال إخوته الخمسة الذين يقطنون أيضاً في خيم ويعملون في الأرض التي استأجرها والدهم.

ليست هذه الحادثة الأولى المشابهة لحال الباكستانيين العاملين في الزراعة، فعام 2019، التهم حريق عائلة مكونة من 13 فرداً في الأغوار الجنوبية لم يخرج منهم أحد حيّ، وعام 2021، توفيت أسرة كذلك بحريق آخر في البلقاء.

ويُعرف الباكستانيون في الأغوار بأنهم من مواليد الأردن، قدم أجدادهم خلال رحلات الحج في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، واليوم يولد الجيل الرابع منهم على الأرض الأردنية، ولا يمنحون الجنسية الأردنية رغم ولادتهم في الأردن ومكوثهم في البلاد منذ نحو 90 عاماً.