المرصد العمّالي الأردني - أحمد الملكاوي
ربما لم يخطر ببال أحد أن يتفاقم إضراب أصحاب الشاحنات بين عشية وضحاها، حتى بدا منتشراً في مختلف مناطق المملكة، وما دفع أصحاب الشاحنات والسائقين إلى الإصرار على إدامة الإضراب هو تصريح أعلن فيه رئيس نقابة أصحاب الشاحنات محمد خير داود عن عودة عمل الشاحنات على محور العقبة عمان إلى طبيعته بعد توافق على تعديل أجور نقل البضائع.
هذا التصريح، الذي جاء خلافا لمطالبات أصحاب الشاحنات، وبخاصة الملكيات الفردية والشركات الصغرى، دفع مئات آخرين من أصحاب وسائقي الشاحنات إلى الخروج إلى الإضراب والمشاركة في وقفات بمختلف مناطق المملكة، كالرمثا ومأدبا ومعان وغيرها.
ويأتي ذلك لأنّ المطالب للقطاع، وفقاً لسائقين وأصحاب شاحنات، تتمثل بوقف سياسات الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية وبخاصة الديزل، ورفع أجور نقل البضائع، وليتبعها مطلب حل مجلس نقابة أصحاب الشاحنات.
وفي خضم ذلك، يقول مصطفى بركات، أحد أصحاب الشاحنات المشارك في احتجاج مدينة الرمثا، إنّ أعداد المضربين بدأت بالتزايد عصر أمس الإثنين ووقفوا بالقرب من مركز جابر الحدودي.
ويبين مصطفى لـ"المرصد العمالي الأردني" أنّ أصحاب الشاحنات لن يتراجعوا عن مطلبهم بتخفيض اسعار الديزل ورفع أجور النقل، مؤكداً ان اتفاق النقابة مع هيئة تنظيم النقل وفي حال عدم العودة فيه إلى أصحاب الشاحنات فإنه لا يمثلهم.
من جنوب المملكة، يؤكد إبراهيم أبو قمر أحد أصحاب الشاحنات في محافظة معان، أنّ أكثر من 1800 شاحنة في معان تشارك في الإضراب المفتوح، حتى تنفيذ مطالبهم.
ويبين أبو قمر أنّ مطالبهم لا تقف عند رفع التسعيرة وتخفيض أسعار المشتقات النفطية، وإنما يطالبون بحل مجلس النقابة، الذي، برأيهم، اتخذ قراراً بفك الإضراب أمس الإثنين بدون العودة إلى أصحاب العلاقة.
ويشدد على أنّ الإضراب سلمي بحت، ولا أحد فوق القانون، ولا إغلاق للطرق، وأنهم لا يعرضون أحداً من الناس للأذية جراء ذلك، ولا يطالبون اليوم إلّا بما ورد سابقاً لمصلحتهم ومصلحة أبنائهم في الحصول على حياة كريمة.
أما خالد الأزايدة، صاحب الشاحنة المقيم في مأدبا، فيشارك في الإضراب والوقفة الاحتجاجية على جسر المطار بالقرب من منطقة زيزيا. ويقول إنّ مجلس النقابة لا يمثل أصحاب الشاحنات الفردية أو الشركات الصغرى، ولا يتحدث إلّا بلسان أصحاب الشركات الكبرى للشحن.
ويبين الأزايدة لـ"المرصد العمالي الأردني" أنّ الاحتجاج يأتي بعد خسائرهم المتتالية المتوقع تفاقمها في المستقبل القريب، حيث ستغدو تكلفة الشحنة الواحدة لا تكفي أجر السائق أو كلف الديزل.
ويؤكد أنّ السائقين يشاركون في الإضراب والاعتصام ولا يقتصر فقط على أصحاب الشاحنات، فهم من القطاع ولهم حق في تحسين أجورهم من خلال انخفاض أسعار المشتقات النفطية.
ويشير إلى أنّ الشاحنات المشاركة في وقفة جسر المطار لا تغلق الطرق ولا تؤذي الناس ولا تتعدى على الشوارع الرئيسية، ولن يكون احتجاجهم إلّا سلمياً.
من جهته، يؤكد رئيس النقابة المستقلة لسائقي العمومي محمد وليد الزير، تأييدهم للإضراب الذي يشمل الشاحنات والحافلات في مختلف المناطق.
وقال الزير لـ"المرصد العمالي الأردني" إنّ النقابة في الميدان وتدعم بكافة الأشكال الاحتجاجات السلمية لقطاع النقل وقطاع الشحن، حيث بات منتشراً في كل أنحاء البلاد من أجل تحقيق العدالة للسائقين وأصحاب الحافلات والشاحنات.
ويأتي الاحتجاج على السياسات الحكومية نظراً لأنّ الحكومة لا تلتفت إلى احتياجاتهم وضرورة دعمها للمشتقات النفطية كالديزل والكاز والغاز وغيرها.
ويعم الإضراب الكامل قطاع الشحن في معظم مناطق المملكة ويشمل الصهاريج التي تنقل النفط الخام من العقبة إلى مصفاة البترول بالزرقاء، وشاحنات نقل الحاويات من ميناء العقبة إلى التجار والجمارك، والشاحنات المخصصة لنقل البضائع مثل الفوسفات والأغذية والحديد والبلاستيك والخشب للمصانع والتجار.
كما شاركت في الإضراب بعض شركات النقل البري ممن تضررت من رفع أسعار المحروقات، ودعوا جميع وسائط النقل العام في المملكة من سائقي التكسي الأصفر والسرفيس والحافلات إلى المشاركة في الإضراب ومؤازرتهم، لإجبار الحكومة على خفض أسعار المحروقات.