الرئيسية > على أبواب الشتاء.. حلول لوقاية العمّال من أمراض البرد

على أبواب الشتاء.. حلول لوقاية العمّال من أمراض البرد

الاربعاء, 09 تشرين الثاني 2022
النشرة الالكترونية
Phenix Center
على أبواب الشتاء.. حلول لوقاية العمّال من أمراض البرد
المرصد العمالي الأردني – أحمد الملكاوي 
مع دخول أول منخفضات الشتاء يصعب ذكر أوضاع العمّال بدون التطرق إلى ظروف عمل قد تخلو من الدفء والحرارة المناسبة للعمال، وبخاصة تلك التي في أماكن العمل، ويتجدد الحديث كذلك عن بعض المنشآت التي ما تزال تنظر إلى وسائل التدفئة وأدواتها في فصل الشتاء بوصفها نفقات "زائدة" وكمالية.

إلّا أنّ بعض أصحاب العمل يغيّبون فكرة أنّ البرد الشديد، وإن كان داخل المكاتب والمنشآت، قد يؤدي إلى نزلات برد تؤثر على أجهزة الجسم وتعطل بعض أعمالها، والأصل أنّ تبقى درجة الحرارة مناسبة للجسد والأجواء؛ حيث لا يجوز إبقاء أماكن العمل بدون تدفئة أو حتى وسائل تعمل بتدفئة منخفضة.

ومع تتابع دخول فصل الشتاء يبدأ البرد يتزايد يوماً بعد يوماً وبخاصة في ساعات الصباح الباكر التي قد تشهد برودة أكثر مع توجه العمال إلى أماكن عملهم بعد قرار الحكومة استمرار العمل بالتوقيت الصيفي، الذي وبناءً عليه ستتزامن مع ساعات ما قبل طلوع شمس وربما تصادف وقت صلاة الفجر.

وبعد شكاوى عديدة رصدها "المرصد العمالي الأردني"، عانى معظم أصحابها من البرد الشديد طيلة الشتاء، حيث كان عاملون وعاملات في منشآت يفتقرون للتدفئة نهاية العام الماضي وبدايات العام الحالي، رغم اعتبار العديد منها منشآت ذات ثقل تشغيلي.

كذلك، ما يزال العاملون في القطاع الصناعي، وبخاصة الصناعات الغذائية، يفتقرون إلى وسائل التدفئة الضرورية بحجة أنّ البرودة مطلب لخطوط إنتاج أغذية ومعلبات ومنتجات تموينية مختلفة.

واليوم تبقى العديد من أماكن العمل غير مجهزة لفصل الشتاء وتخلو من أنظمة التدفئة والتكييف والمدافىء، إضافة إلى أنّ بعض الأماكن تحتاج لحرارة منخفضة لمصلحة الإنتاج.

وينادي ناشطون عماليون بضرورة توفير بيئة عمل دافئة في المكاتب والمنشآت بما يتناسب مع الظروف الجوية المتقلبة خلال فصل الشتاء وبرودتها.

ويؤكد خبير الصحة والسلامة المهنية الدكتور أسامة الشديفات، أنّ البرد الشديد قد يسبب أمراضاً عضلية مختلفة، وأمراض الجهاز التنفسي، وقد يؤدي كذلك إلى الإصابة بأمراض العمود الفقري كالديسك وغيره، جراء التعرض المستمر للبرد الشديد، وبخاصة في أيام الشتاء الشديدة.

ويبين الشديفات لـ"المرصد العمالي الأردني" أنّ ذلك يتطلب إبقاء درجات حرارة الأماكن حول 24 درجة مئوية لتحافظ على حرارة أجساد العاملين والعاملات، واعتماد أنظمة تصريف مياه جيدة وفعالة في الأماكن المفتوحة.

وحول العاملين والعاملات في بيئات عمل تتطلب بقاء المكان بارداً، فيشدد على تزويدهم بملابس دافئة وخاصة تضمن بقاء درجات حرارة أجسادهم ضمن المعقول والمقبول لضمان عدم إصابتهم بأمراض العمود الفقري أو حتى الانفلونزا وغيرها من أمراض الشتاء.

ويوضح شديفات أنّ سوق العمل العالمي يعرف أنّ كفاءة العاملين والعاملات تنخفض في أماكن العمل الباردة، وبقاء أماكن العمل باردة على العاملين والعاملات قد يؤثر على طبيعة العمل وانخفاض الإنتاج.

ويدعو شديفات إلى تطبيق الطرق الآمنة لخلق التدفئة اللازمة والحفاظ على صحة العاملين، كأنظمة عزل البرودة والجدران والتدفئة المركزية، والابتعاد عن مدافىء الكهرباء وبخاصة في المصانع والمعامل لتكلفتها الكبيرة وخطورتها على العاملين والعاملات في حال حدوث تماس كهربائي.

 منسق الحملة الوطنية لحقوق العمال (صوت العمال) عماد المالحي كان قد طالب سابقاً بضرورة تضمين قانون العمل شروطاً لتدفئة أماكن العمل في الشتاء، بحكم أنّ التدفئة الآمنة حق لا يمكن إنكاره للعاملين والعاملات وبخاصة في المصانع والأماكن المفتوحة والواسعة التي تفتقر لهذه الميزة في ظل الأجواء السائدة.

 ويطالب المالحي، في حديثه إلى "المرصد العمالي الأردني" وضع هذا العنوان على طاولات وقوائم مطالبات الأحزاب والنقابات المهنية والعمالية، خصوصا وأنّ الوضع العام لعمّال الأردن لم يعد يحتمل الأسوأ.

ويقول إنّ غياب حق التنظيم النقابي وحرية الانضمام للنقابات، أفقد العامل وجود منظمة أو جمعية أو نقابة تدافع عنه وبخاصة مع الاحتمالات التي قد تؤثر على عمله في حال المطالبة أو الشكوى، إذ قد يتعرض للفصل التعسفي أو الإنذار والحسم من الرواتب أو يجدد عقده.

ويؤكد أنّ استمرار تجريد العاملين والعاملات من سبل التعبير سيخلف سوق عمل سيء لهم وبيئات عمل غير آمنة على الإطلاق.

ويرى أنّ الوقت حان لتوحيد كلمة الناشطين والأحزاب والنقابات والضغط على السلطتين التشريعية والتنفيذية لاتخاذ قرارات تصب في صالح العمال لا ضدهم، ودون ذلك ستبقى السلطة بيد أصحاب الأعمال، في ظل خلل واضح بمنظومة التشريع الخاصة بالعمل على رأسها لجان العمل النيابية المتتالية منذ سنوات.

منظمة العمل الدولية أطلقت في وقت سابق دليلاً حمل عنوان "المبادئ الأساسية للسلامة والصحة المهنية في بيئة العمل"، تضمن تحذيراتٍ من العمل في بيئات باردة قد تخلف للإنسان خللاً في أنسجة أطرافه، حيث أنّ العضلات والأطراف تكون أكثر الأجزاء تأثراً بذلك.

ويوضح الدليل أنّ التعرض للبرد يُحدث انكماشا في الأوعية المحيطة بالجلد، ما يقلل كمية الدم المار فيها لتنتج الالتهابات الجلدية.