المرصد العمالي الأردني – أحمد الملكاوي
منذ سنوات يقام مهرجان الرمان في إربد في نهاية تشرين أول من كل عام ليشكل "كرنفال" ختام موسم الرمان وبمشاركة عائلات ونساء ريفيات وبتنسيق بين وزارة الزراعة وعدد من الجمعيات التنموية والزراعية في المحافظة.
اعتاد أهالي محافظة إربد على زيارة مهرجان الرمان السنوي وشراء بعض المنتجات الغذائية كثمار الرمان ودبس الرمان والعصير والمخبوزات والمأكولات الشعبية حيث تتواجد نساء بمطابخهن الإنتاجية داخل هذه الفعالية التي تبلغ ذروتها يومي الجمعة والسبت.
انطلق المهرجان بنسخته الرابعة عشر صباح الأربعاء، وبات اليوم مهدداً بعدم إكماله واستكماله وحرمان المشاركين من العمل يومي الجمعة والسبت، بعد قرار نقل مباراة فريقي الوحدات والفيصلي وبتوصيات أمنية إلى ستاد مدينة الحسن الرياضية مكان إقامة المهرجان.
رغم رفض تلجهات صاحبة العلاقة هذا القرار، إلّا أنّ اتحاد الكرة يسير فيه، ولا يأبه لمهرجان وفعالية ينتظرها الأهالي من الموسم إلى الآخر وباتوا اليوم مهددين بخسائر لم تكن بحسبانهم.
أم فهد عبيدات إحدى المشاركات في مهرجان الرمان منذ سنوات، صاحبة مطبخ إنتاجي وتعمل على صناعة وبيع المأكولات الشعبية كالمكمورة و"الاقراص" والزلابية" والمعجنات اليومية الاعتيادية، تتحسر على يومي الجمعة والسبت اللذين سيلغيان من أيام المهرجان بغية إقامة المباراة.
تقول أم فهد لـ"المرصد العمالي الأردني" إنّ آمال المهرجان كله تقوم على يومي الجمعة والسبت، ومنذ سنوات يقام في نهاية الأسبوع لضمان العمل فيهما، ذلك لأنّهما أكثر الأيام إقبالاً للمشترين والزائرين تزامناً مع العطلة الأسبوعية.
وتؤكد أن هذين اليومين يشكلان الذروة وتعول عليهما للخروج بأرباح جيدة من الفعالية خصوصا وأنّ اليوم الواحد قد تحصد فيه نحو 1000 دينار.
وتلفت إلى أنها ليست الوحيدة الخاسرة من ذلك، فالمهرجان يحوي عدة قطاعات بين بيع الرمان والثمار والدبس والعصائر والمطابخ الإنتاجية إضافة إلى بعض المقتنيات التراثية والشعبية.
وتشير إلى أنّ بيع يوم الجمعة وحده قد يكفي عن أيام المهرجان كلها، الّا أنها اليوم ستخرج منه بدون فائدة مرجوة.
وتنتقد قرار إقامة المباراة على أرض ستاد الحسن الذي لا علاقة لها بالفريقين المشاركين، خصوصا وأنّ المهرجان يجهز له منذ نحو ثلاثة أشهر وينتظر بين العام والآخر.
أمّأ علي العيد، صاحب بسطات عصير رمان في المهرجان، فيختصر وقف العمل يومي الجمعة والسبت بـ"دمار شامل الله وكيلك"، وبخاصة بعد جمع نحو 15 طنًا من ثمار الرمان لغايات عصرها وبيعها في المهرجان، كان قد جمعها من أرضه واشترى فوقها من مزارعين لمعرفته بأنّ هذه الفعالية بحاجة لكميات من الرمان.
يقول العيد لـ"المرصد العمالي الأردني" إنّ المهرجان ولو امتد أسبوعاً كاملاً بدون يوم الجمعة لن يأتي بالفائدة المرجوّة منه، لأنّ يوم الجمعة يبيع أضعاف ما يبيعه في الأيام الأخرى، "عندي شغيلة بالبسطات كنت معتمد على يوم الجمعة، الآن من وين بدي أدفعلهم؟".
ويستغرب من قرار نقل المباراة دون النظر إلى أهمية المهرجان والعائلات المستفيدة منه، خصوصا وأنّ المهرجان سنويّ تنتظره المحافظة والأهالي بفارغ الصبر وقد بات يعتبر أيقونة الموسم في هذه الفترة من العام.
ويدعو إلى العودة عن القرار وإقامة المباراة في مكان آخر، حتى لا يخسر أهالي محافظة إربد هذه الفعالية ولا يتكبد المشاركون خسائر فادحة.
جمعيات عديدة دعت إلى العودة عن القرار أو تأجيل المباراة إلى حين انتهاء المهرجان، لأنّ العائلات الريفية والأهالي هم الخاسر الأول من إلغائه.
المهندس عاهد عبيدات رئيس جمعية كفرسوم لمنتجي الرمان، يقول إنه وإن أقيم المهرجان تزامناً مع المباراة فذلك سيشكل عائقاً أمام الأهالي في القدوم إلى مدينة الحسن الرياضية، للازدحام المتوقع لجماهير المباراة الكبيرة.
ويوضح عبيدات لـ"المرصد العمالي الأردني" أنّ الأجواء مشحونة ولا يمكن جمع المهرجان والمباراة في آن واحد، وفي حال شهدت المباراة مشاحنات ومشكلات ونزاعات بين الجماهير، سيكون الأهالي والقائمون على المهرجان أحد الضحايا.
ويبين أنّ الجمعية تجهز للمهرجان منذ أكثر من شهرين، وتأمل فيه كل عام لإنهاء موسم الرمان وختامه بمردود مادي جيدِ للأهالي، وبخاصة من لم يستطع بيع إنتاجه خلال الموسم.
وقرر الاتحاد الأردني لكرة القدم، استناداً إلى المادة (3.11) من لائحة البطولات لموسم 2022، نقل مباراة الوحدات والفيصلي ضمن الأسبوع الـ21 من الدوري الأردني للمحترفين، إلى ستاد الحسن في إربد، بدلاً من ستاد الملك عبدالله الثاني بعمان، لتقام بذات التاريخ والتوقيت، السابعة والنصف مساء الجمعة القادم 28 تشرين الأول.