الرئيسية > انتشار الكلاب يزيد مخاوف العمال مع استمرار التوقيت الصيفي

انتشار الكلاب يزيد مخاوف العمال مع استمرار التوقيت الصيفي

الاربعاء, 28 أيلول 2022
النشرة الالكترونية
Phenix Center
انتشار الكلاب يزيد مخاوف العمال مع استمرار التوقيت الصيفي
المرصد العمالي الأردني -
تزداد المخاوف من استمرار العمل بالتوقيت الصيفي لدى مختلف فئات العاملين والعاملات يوما بعد يوم، وبخاصة في ظل استمرار انتشار ظاهرة الكلاب الضالة في الأحياء والأزقة والشوارع التي تتعرض للمارّة في العديد من مناطق المملكة.

في منتصف عام 2021 عمّم وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان بمنع قنص الكلاب أو تسميمها تطبيقاً لنظام الرفق بالحيوان والمواثيق الدولية التي وقعها الأردن، والاستعاضة عن ذلك بإنشاء مراكز لتعقيم وتطعيم هذه الكلاب لضمان عدم تعريض المواطنين والأفراد للأذى.

غير أن تطبيق عملية السيطرة على الكلاب لإجراء عملية التطعيم أو التعقيم، وكذلك توفير مراكز لإيوائها، لقيت صعوبة بالغة، ما جعل الكلاب تنتشر بصورة ملحوظة.

ويعاني كثير من العاملين والعاملات من هذه الظاهرة، فالخوف يسيطر عليهم من أن تكون الكلاب المحيطة بمنازلهم أو أعمالهم مصابة بالكلب أو بالسعار، خصوصا وأنّ كثيراً من هؤلاء العمال يخرجون في ساعات الصباح الباكر، أو يعودون في ساعة متأخرة من المساء، ومع استمرار العمل بالتوقيت الصيفي خلال فصل الشتاء سيخرج الناس إلى أعمالهم قبل طلوع الشمس.

وليس كل العاملين والعاملات يمتلكون مركبات خاصة أو يستخدمون مركبات خاصة تقلهم من منازلهم إلى أماكن العمل، ومن البديهي أن يمشي أي إنسان صباحاً أمتاراً، طالت أم قصرت، حتى يصل إلى وسائط النقل العام، خصوصا وأنّ المواصلات لا تغطي مختلف الاماكن والمناطق.

وخلال خروجهم إلى أعمالهم صباحاً تعرض العديد من العاملين والعاملات لمطاردة هذه الكلاب، ما يبث الخوف فيهم ويؤخرهم عن عملهم ويجعلهم عرضة لإمكان إصابات خطرة، وفق ما أكده أكثر من عامل لـ"المرصد العمالي الأردني".

وفي سؤال استطلاعي نشره "المرصد العمالي الأردني" على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أشار عاملون إلى أنّ ظهور الكلاب لا يقُصر على الصباح الباكر أو ما تبقى من ساعات الليل، وإنما تظهر بكثرة في النهار دون تجمعات، كما أنّها تنتشر مع ساعات الظلام ويتنبه إلبها من يعودون متأخراً من أعمالهم أو تتطلب أعمالهم السهر والرجوع إلى المنازل في ساعة متأخرة.

أمين أبو نمر، صيدلاني ينهي عمله متأخراً ويختار أن يمشي على قدميه بعد انتهاء ورديته الليلية لقرب المنزل من مكان عمله، تعرض قبل أيام أثناء عودته إلى منزله لموقف (لا يحسد عليه) إذ تواجد مجموعة من الكلاب وبدأت بالبحث عن أي شيء أمامها حتى إذا لاقت مجموعة أخرى بدأ تنهش بعضها، ما دفعه للاختباء خلف سيارة كانت موجودة هناك.

يقول أبو نمر "لولا ستر الله كان تشرّحت" واصفاً المشهد، الذي أصبح شبه يومي، الذي يمر به بـ"المرعب". وطالب بحلول لهذه الظاهرة التي باتت تؤرق معظم القاطنين في منطقته.

العديد من المتفاعلين مع السؤال أكدوا أن مشكلة الناس ليست مع الكلاب بحد ذاتها، وإنما مع "الكلاب الضالة" التي انتشرت في الآونة الاخيرة وليس لها من مأوى، ولم تظهر فاعلية تعامل البلديات وأمانة عمان معها على أرض الواقع، فالظاهرة تنتشر يوماً بعد يوماً والمخاوف تزداد.

أبو نمر لم يكن الوحيد، لكن لدى نشر سؤال عبر إحدى مجموعات الفيسبوك من قبل "المرصد العمالي الأردني" لوحظ وجود نحو 100 تعليق خلال 24 ساعة جميعها تتحدث عن وجود "الكلاب الضالة" في مجموعات ليلاً وصباحاً وانتشارها وتعرضها لبعضهم. 

وينتقد الطبيب البطري الدكتور جعفر عبيدات، الحاصل على دكتوراه في الطب البيطري، تلكؤ البلديات وأمانة عمان الكبرى في التعامل مع القضية وتباطؤ البدء في تطبيق البرنامج الخاص بالتعقيم والحماية لهذه الكلاب.

ويقول عبيدات لـ"المرصد العمالي الأردني" إنّ هذه الكلاب لا بد من الرفق بها وتأمين مأوى لها وغذائها الآمن، مشيراً إلى استحالة وجود نسبة كبيرة من الكلاب المصابة بداءي الكلب أو السعار.

ويوضح أنّ الكلب المصاب بالسعار أو داء الكلب، يهاجم كل شيء أمامه قبل نفوقه.

ويشدد عبيدات على أنّ دور البلديات والأمانة مهم جداً لحماية الناس وحماية الكلاب؛ فهي اليوم ملزمة بنظام الرفق بالحيوان واتفاقات أخرى حول الحفاظ على الحيوانات وعدم إيذائها بالمطلق ولا تستطيع التعامل معها كما كان الوضع سابقا عندما كانت تعتمد على السموم وإطلاق النيران للتخفيف من انتشارها.

 كما أنّ البلديات عليها مسؤولية النظافة في مختلف المناطق وعدم ترك النفايات في الشوارع، فضلاً عن ضرورة تعاون الأفراد بتنظيف ما حول البيوت؛ ذلك لأنّ هذه الكلاب "تأتي للبحث عن طعام في الحاويات والقمامة، وفي حال انخفضت نسب النفايات العشوائية في الشوارع ستنخفض فرص وجودها بين الأحياء السكنية".

وينبه إلى ضرورة تحصين الكلاب المنزلية والمخصصة للغايات الزراعية والأفراد الذي يحتكون فيها على الدوام بلقاح ضد الكلب والسعار لضمان عدم حدوث أي عارض أو طارئ.

وكانت الحكومة أعلنت توجها لإلغاء التوقيت الشتوي واستمرار العمل بالتوقيت الصيفي على مدار العام.

وجاء ذلك في مقابلة صحفية لرئيس الوزراء بشر الخصاونة خلال آذار الماضي بعد سؤاله عن سبب تقديم العمل بالتوقيت الصيفي نهاية شباط الماضي بدلاً من نهاية آذار.