الرئيسية > تزامنا مع دخول موجة الحر.. عمال يقبعون تحت درجات الحرارة العالية

تزامنا مع دخول موجة الحر.. عمال يقبعون تحت درجات الحرارة العالية

الخميس, 04 آب 2022
النشرة الالكترونية
Phenix Center
تزامنا مع دخول موجة الحر.. عمال يقبعون تحت درجات الحرارة العالية
المرصد العمالي الأردني – مراد كتكت
تزامنا مع دخول موجة الحر المملكة، صباح اليوم الأربعاء، واستمرارها ليوم غد، يقبع العديد من العمال تحت أشعة الشمس الحارة أثناء ممارسة عملهم، ما قد يعرّضهم إلى مخاطر صحية مثل التعرض لضربات الشمس.

إذ وفق تقرير صادر عن إدارة الأرصاد الجوية، فإن الطقس سيكون حاراً نسبياً إلى حار عموماً، وشديد الحرارة في الأغوار والبحر الميت والعقبة والمناطق الصحراوية، وأن درجات الحرارة تكون في مُنتصف الثلاثينات في المدن الرئيسية بما فيها شرق العاصمة عمان، بينما تكون في مستويات أربعينية في الأغوار والبحر الميت ومدينة العقبة والمناطق الشرقية.

ومن الفئات العمالية الأكثر تعرضا لأشعة الشمس: عمال الزراعة وعمال الإنشاءات وعمال الوطن وعمال التحميل والتنزيل، وغيرها من الفئات التي تتطلب طبيعة عملها البقاء في الميدان.

ومعظم هؤلاء العمال يندرجون تحت العمل غير المنظم، ويعملون بنظام المياومة، ما يعني أنهم غير مشمولين بالحمايات الاجتماعية كالضمان الاجتماعي والتأمين الصحية.

رهام، تعمل في إحدى الحيازات الزراعية في منطقة الأغوار الشمالية، تقول إن عملهم شاق جدا في فصل الصيف وخصوصا في موجات الحر، مشيرة إلى أنهم معرضون دائما لضربات الشمس.

وتُبين رهام لـ"المرصد العمالي الأردني" أن هناك العديد من العاملين والعاملات الذين تعرضوا لضربات شمس، لافتة إلى أن عاملا توفي في الأغوار الشمالية العام الماضي بعد تعرضه لضربة شمس.

وتُشير إلى أنهم غير مسجلين بالضمان الاجتماعي، ما يعني أنه في حال تعرض أي عامل لإصابة أثناء عمله فيتعالج على حسابه.

وتوضح أن عملهم يبدأ في الصيف من السادسة صباحا وحتى بعد الظهر، وفي موجات الحر ينتهي الساعة العاشرة صباحا، لتجنب تعمق أشعة الشمس.

إلا أنهم أحيانا يضطرون للعمل لما بعد الظهر في موجات الحر، من أجل زيادة دخلهم، فهم يعملون بنظام المياومة، مبينة أنهم يتقاضون دينارا و25 قرشا على الساعة الواحدة.

أما ثابت، ويعمل بنظام المياومة بمهنة القصارة، فيقول إنهم يعانون دائما في فصل الصيف وموجات الحرارة من درجات الحرارة العالية، في ظل عدم توفير معدات تحميهم من التعرض لأشعة الشمس أثناء عملهم.

ويبين ثابت معاناته لـ"المرصد العمالي" بالقول: "ولله مش قادر أنشّف عرقي من الحر.. بس شو بدنا نعمل.. مضطرين إنه نشتغل".

ويشير إلى أن الأدوات الواقية في فصل الصيف مثل: "القبعات والمظلات" لا يجري توفيرها في معظم الأحيان من قبل شركات المقاولات، ما قد يعرّضهم لضربات الشمس، فضلا عن عدم شمولهم بالحمايات الاجتماعية كالضمان والتأمين الصحي.

الخبير في الصحة والسلامة المهنية فراس شطناوي يقول إن المشكلة تتمثل بعدم وجود تشريعات في قانون العمل تنسجم مع معايير العمل اللائق تحمي هذه الفئات من مخاطر التعرض لأشعة الشمس.

ويبين شطناوي في تصريح إلى "المرصد العمالي الأردني" أن هذه الفئات من العمال تحتاج بالدرجة الأولى إلى تشريعات خاصة تحميهم من المخاطر الصحية أثناء عملهم، ومن ثم متابعة وقياس مدى تطبيق هذه التشريعات على أرض الواقع.

ويشير إلى أن عدم شمول هذه الفئات بالحمايات الاجتماعية هو أكبر خطر على حياتهم، وشدد على ضرورة شمول جميع العاملين في القطاع غي المنظم بمظلة الضمان.

وتُعد السلامة والصحة المهنية أحد معايير العمل اللائق، وجزء أساسي من الحقوق والمبادئ الأساسية في العمل، وأحد معايير العمل المرضية والعادلة التي نصت عليها التشريعات العالمية لحقوق الإنسان، وفق ورقة موقف أصدرها المرصد العمالي الأردني بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية عام 2022.

وبينت الورقة أن هناك تفاوتا كبيرا في مستويات تطبيق السلامة العامة الواردة في التشريعات الأردنية ذات العلاقة بمنشآت الأعمال، إذ أن مستويات تطبيقها جيدة في غالبية المنشآت الكبيرة، بينما هي متوسطة في المنشآت المتوسطة، ومتدنية في المنشآت الصغيرة.

وطالبت الورقة بتكثيف التنسيق بين الجهات الرسمية المنوط بها ضمان مستوى عال للصحة والسلامة المهنية والمتمثلة بوزارة العمل والمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي والمديرية العامة للدفاع المدني، إلى جانب تفعيل جهود التفتيش التي تقوم بها هذه الجهات على منشآت الأعمال.

كما طالبت الورقة بضرورة التعامل مع متطلبات الصحة والسلامة المهنية بمنظور شمولي كنظام متكامل لإدارتها، وعلى جميع المؤسسات تطبيقها.