الرئيسية > لتدني الأجور.. موظفون بالقطاع العام يعملون بوظائف أخرى

لتدني الأجور.. موظفون بالقطاع العام يعملون بوظائف أخرى

الاثنين, 16 أيار 2022
النشرة الالكترونية
Phenix Center
لتدني الأجور.. موظفون بالقطاع العام يعملون بوظائف أخرى
المرصد العمالي الأردني – مراد كتكت
يلجأ العديد من الموظفين والموظفات في القطاع العام إلى العمل بوظائف أخرى بهدف تعزيز دخلهم الشهري، إذ أن أجورهم في القطاع العام لا تكفيهم وخصوصا بالنسبة إلى الذين يعيلون أسر.

ويحظر نظام الخدمة المدنية في مادته رقم (68) على الموظف العمل خارج أوقات دوامه الرسمي.

وتنص الفقرة (ز) من المادة (68) على حظر الموظف من "العمل خارج أوقات الدوام الرسمي دون إذن مسبق من رئيس الوزراء أو من يفوضه بناءً على تنسيب الوزير فيما يتعلق بموظفي الفئة العليا وبتصريح من الوزير للموظفين من الفئات الأخرى، وذلك تحت طائلة المساءلة بما في ذلك استرداد أي مبلغ حصل عليه الموظف لمصلحة الخزينة، ويشترط في تطبيق هذه الفقرة أن يقوم بذلك العمل خارج أوقات الدوام الرسمي الذي تحدده الدائرة وأن لا ينشأ عن ذلك العمل إعاقة لأعمالها الرسمية، وأن لا يكون العمل الإضافي لدى الجهات التي لها علاقة أو مصلحة بعمل الدائرة".

ومن هؤلاء، شهاب (اسم مستعار لحمايته من الملاحقة)، وهو موظف يعمل بوزارة الصحة منذ عام 2012، ومعيل لأسرة مكونة من فردين.

يقول شهاب، خلال حديثه إلى "المرصد العمالي الأردني"، إنه لجأ إلى العمل بوظيفة أخرى بسبب تدني أجره الذي يتقاضاه من الوزارة، إذ لا يجاوز راتبه 310 دنانير شهريا.

ويوضح أنه اضطر للعمل بوظيفة أخرى ليلبي احتياجات أسرته، "فالأجر الذي أتقاضاه من الوزارة لا يكفيني وبخاصة في ظل الأسعار المرتفعة حاليا".

يعمل شهاب في الوظيفة الأخرى مع منظمات حقوقية بعقود محددة المدة ليعزز من دخله، ويؤكد أنها أفضل من وظيفته في الوزارة.

ويرى أن العمل في القطاع العام ليس له مستقبل، ولا تطور وظيفي، فهو يعمل منذ 10 سنوات وما يزال بنفس المستوى، ويشير إلى أن ذلك سبّب له ضغطا نفسيا في الآونة الأخيرة.

تجربة شهاب لا تختلف كثيراً عن تجربة أماني التي تعمل في وزارة التربية والتعليم في إحدى المدارس الحكومية بمنطقة الرصيفة، فهي الأخرى اضطرت إلى البحث عن عمل آخر لتعزز من دخلها التي تتقاضاه من الوزارة.

تقول أماني (اسم مستعار)، وهي أم لثلاثة أطفال، إنها ما تزال بنفس المستوى الوظيفي بالرغم من أنها تعمل بالمدرسة ذاتها منذ 16 عاما، وتشير إلى أن راتبها لم يزد سوى 170 دينارا فقط.

وتوضح أماني، التي تتقاضى 550 دينارا من الوزارة، أنها اضطرت إلى البحث عن عمل آخر بسبب ظروف العمل التي وصفتها بـ"السيئة" في المدرسة، إذ "لا يوجد ترفيعات للمعلمين والمعلمات، ولا يوجد تطور وظيفي، ناهيك عن قلة الزيادات والعلاوات على الرواتب".

وتبين أنها لجأت قبل ثلاث سنوات إلى عمل إضافي لتعزز من دخلها، إذ تعمل لدى مراكز لغات وتقوم على تدريب الشبان والشابات على اللغة الإنجليزية، مشيرةً إلى أنها حاصلة على درجة الماجستير باللغة الإنجليزية.

كما أنها افتتحت أخيرا مقهى شعبيا في وسط البلد بعمان تُقدم فيه المأكولات والمقبلات الأردنية والمشاريب الساخنة والباردة، كنوع من تعزيز الدخل.

ووفق التقرير السنوي لديوان الخدمة المدنية لعام 2020، فقد بلغ إجمالي الوظائف في جدول تشكيلات الدوائر الخاضعة لنظام الخدمة المدنية للعام نفسه 222 ألفا و376 في وزارتي التربية والتعليم والصحة وباقي الدوائر.