الرئيسية > الفول السوداني يحقق حلم "سميرة خلايلة"

الفول السوداني يحقق حلم "سميرة خلايلة"

الاحد, 06 آذار 2022
النشرة الالكترونية
Phenix Center
الفول السوداني يحقق حلم
المرصد العمالي الأردني – نديم عبد الصمد
منذ كانت في العاشرة من عمرها، كانت سميرة الخلايلة تتصور نفسها نجمة إحدى المحطات التلفزيونية الكبرى وأنها تسير على سجادة حمراء يحيطها من الجانبين كاميرات المصورين والأضواء الساطعة. 

لم يتأخر هذا الحلم كثيرا، ليجيء "الفول السوادني" ويكون نصيرها. 

حلم الشهرة بالنسبة لسميرة لم يكن هيّنا، فمع كل التحديات التي واجهتها، وتواجهها أي فتاة في بداية حياتها؛ اقتنعت أن حلمها مؤجل إلى إشعار آخر.

بعدما تزوجت، انتقلت سميرة في رحلة حياتية وثقافية مختلفة، إذ سكنت الريف لأول مرة بعد أن اعتادت حياة المدينة في المفرق، "تقدروا تقولوا إنه حياتي بالبداية كانت متل الحرب بين حقي وحقهم، وسعادتي وسعادتهم". 

حلمت سميرة أن تكمل دراستها، لكن ظروف عدة منعتها. وهنا بدأ الطموح يتأجل وليس فقط الأحلام، وحلمت أن تؤسس مشروعها الخاص، وهذا الآخر تأجل مثل طموحها وأحلامها. 

أصبحت سميرة تخشى الإقدام على أي خطوة تقدمية تسير فيها نحو تحقيق رغباتها، "صار عندي خوف من كل شي، حتى خوف من إني أقطع الشارع، كان لازم زوجي يمسك إيدي من كثر خوفي".

عانت وزوجها من ظروف مادية صعبة، فكانا يعملا¬ن سويا في قطف الزيتون في المزارع، وللدلالة على ظروف العمل التي مرت فيها في تلك الفترة، تروي قصة معاناة أطفالها الأربعة معها في العمل. 

تروي سميرة ظروف مرافقة أبنائها لها أثناء عملها في مزرعة، "أولادي الأربعة، تحملوا معنا كل الظروف الصعبة، لا أنسى في يوم عندما كانت تثلج الدنيا وكان أطفالي يشعرون بشدة البرد (..) خبأتهم في برميل زيتون كبير وأغلقت عليهم".

لم تستطع سميرة تحمل المزيد من قساوة بيئة العمل والطبيعة عليها وعلى أطفالها، خاصة بعدما عض أحد كلاب المزارع ابنها، لذلك فكرت بضرورة أن تعيش التجربة بشكل مختلف، وأن تجد حلولا أفضل لكي يبقى أطفالها وهي بأمان.

قررت أن تطور من مهاراتها الزراعية وتصبح أكثر اقترابا من الأرض التي أصبحت جارتها، فالتحقت بالعديد من الدورات التدريبية المتعلقة في الزراعة، ورسمت خطة لعملها "صرت أفكر كيف بدي أستصلح أرض وأزرعها من أول مبلغ يتوفر من شغلنا أنا وزوجي". 

وشاءت الأقدار أن يجيء الإلهام عن طريق مرض أحد أبنائها الذي جرى تشخيصه بمرض نقص الحديد بالدم، "كنت كل يوم أشوف لون وجهه شاحب أكثر من الذي سبقه.. قرأت كثير شو ممكن يقوي دمه بدون ما ألجأ إني أعطيه حديد". 

وفي معرض قراءتها، علمت أن لدى زبدة الفول السوداني فوائد جمة لحالة ابنها، "عندها فكرت إنه لماذا لا يوجد في الأردن إنتاج محلي لزبدة الفول السوداني وتكون طبيعية مئة بالمئة بدون إضافة سكر أو مواد حافظة؟".

لتنطلق منها بفكرة مشروعها الجديد، "أن أزرع الفول السوداني وأعمل منه زبدة"، وعملت سميرة ومعها زوجها في المشروع الناجح "طبعا أصبحت صاحبة قرار، وزوجي صار من أكبر الداعمين لي عندما رأى أني استطعت العمل وانتهينا من الحياة الصعبة التي كنا نعيش".

شيئا فشيئا، بدأت أحلام سميرة المؤجلة تتحقق، فدرس أولادها بالجامعات، وأصبحوا من الأوائل، "كلهم أفادوني بشغلي من خلال تخصصاتهم اللي شجعتهم عليها". 

وتستدرك: "حتى حلمي بالشهرة تحقق، أكثر من محطة تلفزيونية وإذاعية وصحف عربية وأجنبية محلية وعالمية قابلوني، وأصبحت مشهورة بعملي الذي أحب".

توضيح: أعاد المرصد العمالي الأردني بناء هذه القصة بعد أن روتها سميرة في مسرح قصصي لسيدات عاملات روين تجربتهن ضمن مشروع المشاركة الشبابية والتشغيل الذي ينفذه مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية بالتعاون مع منظمة أوكسفام وبدعم من برنامج الشراكة العربية الدينماركية.