الرئيسية > بإنتاج السمّاق.. عايدة تؤمّن تعليم خمسة من أبنائها

بإنتاج السمّاق.. عايدة تؤمّن تعليم خمسة من أبنائها

الاثنين, 20 أيلول 2021
النشرة الالكترونية
Phenix Center
بإنتاج السمّاق.. عايدة تؤمّن تعليم خمسة من أبنائها
المرصد العمالي الأردني - رزان المومني 

تعمل عايدة السيوف في موسم السمّاق منذ (40 عاماً)، بعد أن تزوجت وانتقلت من العيش في العاصمة عمان إلى منطقة عنجرة بمحافظة عجلون. ومن خلال هذا العمل تمكنت من تعليم خمسة من أبنائها في الجامعات، ومنهم من حصل على الماجستير.

 لم يقصر عمل عايدة على تأمين تعليم أبنائها فقط، بل تساهم في مصاريف أسرتها المكونة من (9 أشخاص) إلى جانب زوجها الذي يعمل بأجر لا يجاوز (300 دينار).

تقول عايدة إن والد زوجها ترك لأبنائه نحو (100 دونم) من الأراضي الواقعة على أطراف منطقة عنجرة، وتحتوي المئات من أشجار السمّاق.

تبين عايدة لـ"المرصد العمالي" طريقتها في تجهيز السمّاق، فهي تستعد وأسرتها في حزيران للموسم، وحين تلاحظ أن "عرانيس السمّاق" تميل للون الأحمر، تقصها لتجمعها مع بعضها بعضا، وتطرقها بعصا متوسطة؛ لفصل الحَب عن العروق، وتضعه في الماء والملح، ثم تصفيه، وتغطيه لليوم التالي.

"الماء الذي أضع فيه السمّاق استخدمه لاحقا مع الطعام كبديل الليمون، وأحيانا يطلب مني لعلاج بعض الأمراض" توضح لـ"المرصد العمالي". 

في اليوم التالي يصبح لون السماق أحمر قاتما، فتفرده على مساحة تسمح بأن يجف في غضون يومين، ثم تجمعه وتغربله لتستخرج منه الشوائب الصغيرة.

تستخدم عايدة طريقة قديمة ونادرة في طحن السمّاق، تعلمتها من والد زوجها، وتميزت بطحن السمّاق في "الجرن" عن غيرها من العاملين في السمّاق، رغم أنها تحتاج وقتا وجهدا.

"الجرن يفصل غلاف الحبة عن البذور بخلاف المطاحن الآلية التي تطحن البذور معها، بهذه الطريقة أستطيع أن آخذ البذور وأزرعها في الأرض" توضح عايدة.

أرادت أن تنشىء جمعية تكون مظلة تمكّنها من تطوير مشروعها وتسويق المنتج من خلالها، فأنشأت جمعية خيرية، وصارت تدرب نساء المجتمع المحلي على صناعة المواد الغذائية، وتسويقها وبيعها من خلال البازارات والمعارض، وكانت نتائج التدريب مثمرة، إذ أقامت (300 سيدة) مشاريعهن الخاصة في أماكن مختلفة في عجلون، إلى جانب المشاركة في المعارض والبازارات في مختلف مناطق المملكة.

كان لإنشاء الجمعية دور في حصولها على شهادة الجودة من الجمعية العلمية الملكية؛ الأمر الذي ساهم في كسب ثقة الناس وتشجيعهم على الشراء منها، كما تزعم لـ"المرصد العمالي".

تواجه السيوف في عملها تحديات عديدة؛ فأشجار السمّاق تحيطها الأشواك والأحراش، وعرانيس السمّاق من الثمار شديدة الحموضة، تسبب التهابا للجلد، ما يعرضها أحيانا إلى تقرحات في يديها.

فارس الرواشدة، مستشار في مكتب برنامج "إرادة" لتعزيز الإنتاجية في عجلون، يقول إن مراحل قطف وتحضير السمّاق كثيرة ويتطلب جهدا ووقتا للوصول إلى المنتج النهائي، وتواجه العاملين فيه تحديات لاعتمادهم على طرق تقليدية في ذلك.

ويشير إلى أن المكتب قدم هذا العام دعما لـ(14 مشروعاً) متخصصا في السمّاق، من خلال تقديم خدمات التسويق للمنتج وإقامة المعارض والبازارات داخل عجلون وخارجها، ومنح شهادات ضبط الجودة لهذه المشاريع.

ويقترح الرواشدة أن تقدم وزارة الزراعة الإرشادات لتشجيع زراعة أشجار السمّاق، وأهميته بتحسين الأوضاع الاقتصادية، وتوجيه العاملين إلى تخصيص أماكن لتحضير السمّاق.

حسن الخالدي، مدير مديرية زراعة محافظة عجلون، يقول إن غالبية أبناء المحافظة يعتمدون على المواسم؛ كمواسم (العنب والسماق والزيتون)، ويعتبر مصدر دخل رئيسي للعديد من الأسر.

ويشير إلى أن المديرية تقدم النصائح من خلال إقامة الندوات والاجتماعات، لإرشاد العاملين في السمّاق بطرق القطف الجيدة للوصول إلى منتج ذي جودة عالية.

ويوضح أن العاملين في السمّاق يواجهون تحديات عديدة منها عدم وجود طرق زراعية للوصول إلى أماكن تواجد أشجار السمّاق، وقلة وجود مساحات واسعة لتجفيف ثمار السمّاق.

معاوية عنّاب، رئيس قسم الثروة النباتية في المديرية يقول لـ"المرصد العمالي" إن أشجار السمّاق تتواجد في معظم مناطق عجلون، وعادةً أصحاب المزارع والأراضي يقطفون الثمار، وأحيانا يضمنونه للمزارعين بسبب أوضاعهم الاقتصادية الصعبة. 

ويوضّح أن العائلات تستفيد من المردود المالي العائد من العمل في السمّاق، ويعتبر مصدر دخل رئيسي لهم. في حين يستنكر قيام بعض أصحاب المزارع والأراضي بقطع أشجار السمّاق، رغم أنها تشكل مصدر دخل جيد لهم.

ويشير إلى أن مديرية الزراعة تعمل على إقامة المهرجانات والبازارات لعرض المنتجات الزراعية ومنها السمّاق، إلى جانب وجود جمعيات تكون وسيطة في عمليات شراء المحصول وتجهيزه وتغليفه وبيعه للمواطنين. 

ويقترح إنشاء مزارع خاصة بمحصول السماق، خصوصا أنه لا يحتاج إلى حراثة أو ري أو حتى المبيدات، ووضع خطط تسويقية تضمن وصوله إلى الأسواق الخارجية.

غالبية العاملين في السمّاق يستخدمون طرقا تقليدية لتجهيز وطحن الثمار "يجب تطوير مراحل ما بعد الحصاد من خلال تخصيص أماكن لتجهيزه وتغليفه" يوضح عنّاب لـ"المرصد العمالي".

ويؤكد أنه لا توجد احصائيات وأرقام حول المساحة التي تتضمنها أشجار السمّاق البريّة، أو حتى دراسات حول أعداد العاملين في موسم السمّاق ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.