الرئيسية > معاناة الأطباء المقيمين تستمر وحالة استياء من قبل الأهالي

معاناة الأطباء المقيمين تستمر وحالة استياء من قبل الأهالي

الثلاثاء, 07 أيلول 2021
النشرة الالكترونية
Phenix Center
معاناة الأطباء المقيمين تستمر وحالة استياء من قبل الأهالي
المرصد العمالي الأردني – مراد كتكت
لم تقصُر معاناة أطباء الإقامة الذين يعملون وفق نظام "غير مدفوع الأجر" في المستشفيات الخاصة والجامعية والخدمات الطبية، على الأطباء أنفسهم، بل إن ذويهم باتوا جزءا من هذه المعاناة، وبخاصة من ذوي الدخل المتوسط والمحدود.

هؤلاء الأهالي دفعوا مبالغ طائلة لتعليم أبنائهم في كليات الطب، على أمل تحسين مستوى معيشتهم في المستقبل، إلا أن الواقع الحالي دمر ذلك الأمل، بسبب نظام الإقامة "غير مدفوع الأجر" الذي وصفه أهالي الأطباء بنظام "الاستعباد والاستغلال".

"كنت آمل أن يتحسن وضع ابني بعد تخرجه من كلية الطب ويساعدني بمصاريف البيت، لكن للأسف أنا حتى الآن أنفق عليه.."، بهذا الاستياء عبر علاء (اسم مستعار)، والد أحد الأطباء المقيمين في الخدمات الطبية، عن الواقع المرير والمعاناة التي يعيشها مع ابنه الذي يعمل دون أجر.

يقول علاء لـ"المرصد العمالي الأردني" إنه لم يكن يتوقع أن ابنه سيعاني في مهنة الطب التي لطالما أحبها واعتقد بأنها تؤمن حياة كريمة، خصوصاً وأن التكاليف التي دفعها على تعليم ابنه في كلية الطب وصلت إلى أكثر من 30 ألف دينارا.

ويوضح أن معاناة ابنه لم تقصر على العمل دون أجر، بل أيضا ضغط العمل الذي يتعرض له وساعات عمله الطويلة التي جعلت مهنة الطب "مهنة استعباد واستغلال" وفق تعبيره، بسبب برامج الإقامة "غير مدفوعة الأجر" التي تطرحها المستشفيات استغلالاً لحاجة الأطباء للإختصاص.

ويرى علاء أن مهنة الطب يجب أن تخلو من أي انتهاكات ضد الأطباء أكانوا مقيمين أو مختصين، لأنها من المهن "الراقية" في العالم.

أما خليل (اسم مستعار)، والد إحدى الطبيبات المقيمات، فيقول إنه نادراً ما يرى ابنته في إجازة أو عطلة، وبخاصة في فترة جائحة كورونا، فهي تتعرض لضغط عمل كبير لا تقوى على تحمله، وكل ذلك دون مقابل، وفق قوله.

ويصف خليل لـ"المرصد العمالي" حاله وحال ابنته بالقول: "دفعت دم قلبي على تعليم ابنتي، وبالمقابل صارت تعمل بدون راتب وبدون حتى حمايات اجتماعية مثل التأمين الصحي والضمان الاجتماعي".

ويطالب خليل بإنصاف الأطباء المقيمين واحترامهم، خصوصا وأن ضغط العمل يقع دائماً عليهم.

وتراوح فترة إقامة الأطباء المقيمين في المستشفيات بين 5 و7 سنوات ليحصلوا على الاختصاص في المهنة، دون أجر طيلة هذه الفترة، رغم عملهم لساعات طويلة قد تجاوز الـ100 ساعة في الأسبوع.

ونفذ المرصد العمالي الأردني التابع لمركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية جلسة حوارية بالتعاون مع الحملة الوطنية من أجل حقوق الأطباء المقيمين (هجّرتونا) في حزيران، عُرضت فيها ظروف العمل السيئة التي يعمل فيها الأطباء المقيمون من حيث عملهم دون الحصول على أجر، وساعات العمل الطويلة وعدم تمتعهم بالحمايات الاجتماعية.

ونتيجة لهذه الحملة، التي طالبت بإنصاف الأطباء المقيمين، قررت وزارة الصحة في التاسع والعشرين من تموز رفع قيمة المكافأة الشهرية لهؤلاء الأطباء (من غير الموظفين)، اعتباراً من أيلول الحالي.

وأصبحت مكافأة الطبيب البشري داخل برنامج الإقامة في مستشفيات وزارة الصحة 758 دينارا، ومكافأة طبيب الأسنان المقيم 714 دينارا، اعتباراً من بداية أيلول الحالي.

في ذات الوقت، وجه "المرصد العمالي" انتقادا لهذا القرار بأنه "لم يشمل المقيمين في المستشفيات الخاصة والجامعية والخدمات الطبية الذين ما يزالون يعملون دون أجر". وطالب حينها بتعميم القرار على مستشفيات القطاع الخاص والخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الجامعية، ومراعاة كافة حقوقهم.