الرئيسية > عمال شركةٍ يشكون تقطّع صرف الأجور

عمال شركةٍ يشكون تقطّع صرف الأجور

الاثنين, 28 حزيران 2021
النشرة الالكترونية
Phenix Center
عمال شركةٍ يشكون تقطّع صرف الأجور
المرصد العمالي الأردني – أحمد الملكاوي 
في عام 2017 كان عمال شركة (عاشوركو) للصناعات المعدنية محبين للأجواء العامة في مكان العمل، لعدم تعرضهم لانتهاكات أو إساءات تذكر أكان على صعيد مواعيد صرف الأجور أم على طريقة التعامل والإجازات وغيرها، ما جعل بعضهم يعمل لمدة تجاوزت 20 عاماً.

توفي صاحب العمل في ذات العام، وبدأت مشكلة تأخر صرف الأجور تعصف بالعاملين كافة البالغ عددهم 30 عاملاً بين مهندس وفني، وبات صرف أجور أشهر يتوقف بشكل متقطع، فشهر يأخذون أجرهم وشهر لا يصرف لهم، بحجة الإدارة المتمثلة بعدم وجود أموال تكفي للأجور، حتى وصلت الأجور المترتبة للعمال على الشركة 7 أشهر اليوم.

تقدم العمال في عام 2019 بشكوى رسمية إلى سلطة الأجور بالتأخر في صرف الأجور الشهرية 3 أشهر حينها، حيث طالبت بتوكيل محامٍ خاص، بات اليوم "في صف الشركة لأسباب مجهولة"، وفق أحد العاملين الذي طلب عدم نشر اسمه، ما دفع العمال للجوء إلى مكاتب تفتيش العمل في منطقة النصر، التي بدورها تساءلت عن بقائهم في هذه الشركة، "ليش بعدكو بتشتغلوا معهم؟".

ووفقاً للعامل، ومع مراجعات سلطة الأجور لم يعد لهم ملف أو رقم قضية فيها رغم محاولات السؤال عن تفاصيلها بين فينة وأخرى، ما دعاهم مجدداً إلى استخدام "منصة حماية" المتخصصة بشكاوى العمال وقضاياهم، الّا أنّ المشكلة لم تحل بعد.

في الوقت الذي تستمر الإدارة بالتذرع بحجتها حول العجز الماليّ، لم يتوقف العمال عن استقبال الطلبات أو العطاءات وكانت كمية العمل تزداد في عديد الأحيان (بلا أزمات اقتصادية)، ولم يختلف عليهم أي شيء وبخاصة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، ورجحوا ارتفاع الإيرادات المالية للشركة، مقارنة بسنوات سبقت عام 2016.

حاول العمال إقامة عدة فعاليات دون جدوى، وكذلك نفذوا إضرابات متقطعة في ساحة الشركة وقدموا مطالبات عديدة للإدارة التي كان ردها واحداً بأنّ الوضع المالي ليس مستقراً ولا يسمح بصرف الأجور المترتبة عليها للعمال، ما جعل العمال يطالبون مجدداً بتأمين بدل المواصلات لعدم استطاعتهم دفعه، وردت الإدارة مجدداً بعدم قدرتها على ذلك.

مهندس آخر في ذات الشركة، كشف أنّ الإدارة تُفاوض على دفع نصف مستحقات العمال، الذي يتمسكون بالعمل لسببين: إمًا خوفاً من ضياع حقوقهم وإنكارها من قبل الشركة، أو لعدم وجود فرص عمل في السوق الأردنية، ما دعا بعض العمال الفنيين لأن يأخذوا إجازات بدون راتب ويعملون بالمياومة حتى يؤمنوا قوت أبنائهم.

قبل أيام، وتزامناً مع موجة الحر التي دخلت المملكة، قطعت الشركة الكهرباء والمياه عن مشاغل العمال، رغم حاجتهم الماسة إليها؛ فهم يعملون في "هناجر" معدنية تمتص الحرارة ما يزيد من ارتفاع درجاتها عندهم.

المشكلة تكمن في أنّ العاملين معظمهم استمروا بالعمل منذ سنوات عديدة؛ فمنهم من عمل فيها منذ 15 عاماً ومنهم منذ 25 ومنهم منذ 8 سنوات وكانت الأمور تسير بلا مشاكل حتى وفاة صاحب العمل الأصلي وتحول الإدارة والأسهم إلى الورثة في عام 2017.

ويذكر العاملون أنّ أحد العمال تقاعد من الشركة بعد خدمة استمرت 25 عاماً ويتردد على الإدارة منذ مدة للحصول على باقي مستحقاته بلا جدوى، حتى أنّ أحد المدراء قدم له معونة (عشرين ديناراً).

وفيما يزال العمال حتى اللحظة ينتظرون الفرج في صرف مستحقاتهم، ينفي نائب المدير العام للشركة فلاح عاشور أن يكون صرف الأجور بدأ يتأخر منذ عام 2017 أو 2018، مشيراً إلى أنّ التأخر جاء في الفترة الأخيرة بسبب الجائحة فقط، تماما كما حدث لكثير من المؤسسات والقطاعات، وأن الشركة لم تستطع تلبية النفقات في الوقت الحاضر.