المرصد العمالي الأردني – مراد كتكت
للعام الثاني على التوالي، ما تزال شركات الحج والعمرة شبه متوقفة عن العمل، خصوصاً بعد إعلان السعودية أخيرا قصر الحج لهذا العام على مواطنيها والمقيمين داخل أراضيها وبإجمالي 60 ألف حاجٍ فقط، ممن أخذوا اللقاح، نظراً لاستمرار تطورات جائحة كورونا في العالم.
واستنجد أصحاب هذه الشركات بالحكومة لإنقاذ القطاع من "الانهيار والإفلاس"، ولفتوا إلى أن شركاتهم أصبحت مهددة بالإغلاق بسبب تعطلهم عن العمل لأكثر من عامٍ كامل، ما سيضطرهم إلى تسريح العاملين لديهم، لعدم قدرتهم على دفع أجورهم.
خميس حسونة، صاحب شركة للحج والعمرة، في العاصمة عمان، يقول إن القطاع ليس متضرراً فحسب، بل "منهار بشكل كامل، ولم يعد يتحمل المزيد من الخسائر المالية"، مشيراً إلى أنه كان يأمل بموسم الحج لهذا العام، ليعوض بعض خسائره التي تكبدها.
ويوضح حسونة، في حديثه لـ "المرصد العمالي الأردني"، أن خسائر شركته وصلت إلى أكثر من 15 ألف دينار منذ بداية الجائحة، ما دفعه إلى تسريح جميع العاملين لديه، وعددهم 20 عاملاً.
ولفت إلى أنهم لم يتلقوا أي دعم مالي من الحكومة، بالرغم من أنها خصصت صندوقاً مالياً للمخاطر بقيمة 30 مليون دولار لمساعدة القطاع السياحي، إلا أنه لم يجرِ تفعيله إلى الآن.
أما عماد العورتاني، أيضاً صاحب شركة للحج والعمرة، فقال إن قرار السعودية بحصر الحج هذا العام على المقيمين فيها، "شكّل انتكاسة لهم"، بعدما كانوا متفائلين بهذا الموسم.
وأوضح العورتاني لـ"المرصد العمالي"، أنه اضطر إلى الاستغناء عن نصف العاملين لديه، لعدم قدرته على دفع أجورهم في ظل الخسائر التي تكبدها، وأشار إلى أن النصف الآخر مهدد بالتسريح إذا لم يتحسن وضع القطاع.
من جهته، قال الناطق باسم شركات الحج والعمرة، كمال أبو ذياب، إن مجموع خسائر القطاع وصل عشرات الملايين، نتيجة إلغاء الموسم هذا العام.
وبيّن أبو ذياب، في حديثه لـ "المرصد العمالي"، أنه يوجد في المملكة 208 شركات أردنية تعمل بهذا المجال، وتضم نحو 3 آلاف عامل، جميعهم مهددون بالتسريح.
ولفت إلى أنهم لم يتلقوا أي دعم، باستثناء برامج الضمان الاجتماعي المساندة كبرنامج "استدامة".
وأكد أن 20 بالمئة من المكاتب العاملة في هذا القطاع أُغلقت، وأن العاملين تعطلوا بشكل كامل، ولم يكن لديهم سوى خيارين، إما البحث عن عمل أخر، او محاولة الصمود والانتظار لما ستؤول اليه الأمور.
ويبلغ عدد الحجاج والمعتمرين الأردنيين سنوياً 200 ألف معتمر و6500 حاجّ، إضافة إلى تنفيذ عطاءات العمرة والحج للأشقاء الفلسطينيين من "عرب "48 الذين يقدر عددهم سنويا بـ 25 ألف معتمر و4500 حاج، كما يقوم العديد من شركات الحج والعمرة بتقديم الدعم، وفق أبو ذياب.
وكانت السعودية أعلنت أخيراً قصر الحج للموسم القادم (2021) على المواطنين والمقيمين داخل المملكة بإجمالي 60 ألف حاج، نظرا لاستمرار تطورات جائحة كورونا، وظهور تحورات جديدة له في العالم.
كما أصدرت السعودية قراراً تشترط فيه على كل من يرغب بأداء العمرة، تلقي جرعتين من اللقاح أو مضي 14 يوما على تلقيه الجرعة الأولى من اللقاح، أو أن يكون متعافيا من الإصابة.