الرئيسية > إربد.. مزاجية البلدية توقف عربات طعام عن العمل

إربد.. مزاجية البلدية توقف عربات طعام عن العمل

الثلاثاء, 01 حزيران 2021
النشرة الالكترونية
Phenix Center
إربد.. مزاجية البلدية توقف عربات طعام عن العمل
المرصد العمالي الأردني – أحمد الملكاوي 
يحاول العديد من الشباب، الابتعاد عن شبح البطالة الذي تشهده المملكة وباتت مهددةً بارتفاع نسبتها عن 25% خلال الأشهر القادمة جراء ما خلفته جائحة كورونا من إغلاق منشآت وخسائر اقتصادية تجاوزت ملايين الدنانير.
من بين هؤلاء الشباب عدد من الشبان في مدينة إربد والذين قرروا نقل بعض الأعمال التي أعجبتهم في زيارات خارجية أو أفلام ومسلسلات عالمية الى المجتمع المحلي، فجهزوا عربات متنقلة لصنع الطعام والمشروبات المختلفة في مناطق تشهد تجمعات سيارات وجلسات شبابية بعيداً عن الأحياء السكنية.

هذه الفكرة خلقت عدة مطاعم ومقاهِ متنقلة في المدينة، أغنت أصحابها عن التوجه لديوان الخدمة المدنية أو الانتظار في دور كبير لإحدى الشركات التي تطلب الوظائف، الّأ أنّ مشكلات عدة تلاحقها مراراً وأبرزها الترخيص واتهامات البلديات بإزعاج الاهالي.

وفي السياق ذاته، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي أمس الإثنين بإيقاف باص جهزه شابان من المدينة نفسها كانوا يتجولان في شوارعها وأحيائها لبيع المثلجات على وجه الخصوص كأحد أبرز السلع المطلوبة خلال الصيف.

الحقيقة الأخرى أنّ المسألة لم تقف عند هذا الحد من منع المشاريع، فقد أوقفت البلدية وصادرت عدة عربات لصنع وبيع الطعام بأسعار أقل من تلك في المطاعم السياحية كنوع من "أكل الشوارع" المعروف في الولايات المتحدة مثلاً.

مثال ذلك عربة "مناحي" التي تقدم الأطعمة والمشروبات في مدينة إربد، كنوع من التغيير للشباب الذين أصابهم الممل من أجواء المطاعم والاستراحات.

يقول مهند المستريحي الشاب صاحب العربة، إنّ الفكرة بدأت من "بسطة" تمر وخبز ومخللات في رمضان عام 2020 بعد فقدان عمله كصانع مشروبات وعصائر في إحدى المقاهي جراء جائحة كورونا، وبعد شهر رمضان قرر التوسع في مشروعه بشكل أكبر حتى بات بعد عام اسماً في مدينة إربد.

المستريحي الذي راجع البلدية أكثر من مرة لغايات ترخيص عربته، فطالبت بقطعة أرض وعقد إيجار لغايات الترخيص، كما طلبت منه مراجعة الغذاء والدواء التي بدورها اعادته لدائرة البلدية حتى دخل في متاهة، وعمل بشكل عشوائي حتى قدم فكرة التوصيل إلى المنازل خلال الإغلاقات، بحسب قوله لـ "المرصد العمالي".

مؤخراً وقبل يومين، تفاجأ المستريحي بوجود أكثر من 25 رجلاً من كوادر البلدية ورجال الأمن يقومون بإغلاق عربته بحجة شكاوى المواطنين وإزعاجهم، علماً أنّ المنطقة التي يعمل بها تعرف بالفراغ والسهول بالقرب من منطقة مجمع سفريات عمان جنوب المدينة.

أزيحت العربة وباتت اليوم أمام منزل أهله في ذات المدينة بانتظار مكالمة من محافظ إربد رضوان العتوم الذي بدوره أبلغ المستريحي أمس الإثنين بأنّ رخصة البائع المتجول تصدر من المحافظة نفسها وليست من البلدية، واعداً إياه بإصدارها في أقرب فرصة ممكنة لعودته الى العمل سريعاً.

في الجهة المقابلة لعربة المستريحي، اضطر محمد الجرادات الطالب الجامعي لاستئجار قطعة أرض بكلفة 15 ألف دينار سنوياً بعد أن طلبت منه البلدية ذلك لغايات الترخيص قبل أن تتراجع عن رأيها بحجة أنّ القانون لا يحوي على رخص مهن لعربات الطعام بعد مراجعة البلدية مرات عديدة.


وبحسب حديث الجرادات، فكان يكتب بحقه مخالفات الوقوف على الطرق العامة، والغذاء والدواء، اضطر على إثرها نقل عربته إلى منزله حتى يتم الوصول لحل واضح يثبت هذا العمل دون مساس أو مخالفات.

ويقول لـ"المرصد العماليّ" إنّه تطرق لهذه الفكرة بعد رؤيتها في عواصم ومدن عالمية كبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، فيقوم عليها العديد من الشباب لعدم إيجاد فرص عمل.

تكلف الكرفانات بحسب الشابان آلاف الدنانير، فهي تجهز من كل متطلبات المطاعم وأدواتها علماً أنها تشغل عدداً من الشباب الآخرين وطلبة الجامعات، الّا أنّ بلدية إربد الكبرى بحسب الجرادات لا تتطلع إلاّ لإنهاء المشاريع دون حق، وبأساليب مزاجية.

حاولت كوادر البلدية إزالة الكرفانات أكثر من مرة، ومخالفتهم مئات الدنانير دفعوها في سبيل العودة إلى العمل وعدم توقفه، الّا أنّ الأيام الأخيرة شهدت حملة واسعة أزالت عدة عربات وكرفانات.

ينتظر الشباب اليوم قراراً واضحاً يخفف عنهم عبئ التراخيص وينظم عمل العربات أكثر لحمايتهم من مزاجية بعض المسؤولين في البلديات.

وفي الساعات القليلة الماضية صرح وزير الشباب محمد النابلسي لوسائل إعلام بأنه سيتواصل مع بلدية إربد الكبرى، للحديث حول هذه الأعمال والمشاريع الريادية للشباب الفارين من البطالة وكيفية التسهيل عليهم.