الرئيسية > المطابخ المنزلية.. حين ينقذ كعك العيد من المشكلات الاقتصادية

المطابخ المنزلية.. حين ينقذ كعك العيد من المشكلات الاقتصادية

الاحد, 16 أيار 2021
النشرة الالكترونية
Phenix Center
المطابخ المنزلية.. حين ينقذ كعك العيد من المشكلات الاقتصادية
المرصد العمالي الأردني – أحمد الملكاوي 
انتشرت قبيل عيد الفطر العديد من الإعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن قبل أشخاص لا مطاعم، بأنّ بعض المطابخ المنزلية تعد الكعك والمعمول بأسعار مخفضة، فكانت أغلب الإعلانات تتحدث عن حلويات مصنعة على أيدي ربات بيوت يمتلكن مشاريع صغيرة داخل منازلهن وبكميات قليلة. 
وحول ذلك تواصل "المرصد العماليّ" مع بعضهن لشرح نوعية العمل وكيفيته، حيث بدأت الأربعينية إيمان فريحات العمل في تصنيع الكعك المنزلي قبل عام من بعد أن أعجب أهلها وجيرانها بمذاق المنتج ونكهته، ما جعلهم يتساءلون عن عدم اتخاذها كمهنة من المنزل بصنع الكعك والمعمول وبعض الحلويات وبيعها للراغبين من الجيران وأهل البلدة.
بدأت صناعة الكعك وبيعه بكميات محدودة خلال أول شهرين من جائحة كورونا لسكان البلدة نفسها، ونكهته جعلت الطلب على الكعك ذاته أكبر وأكبر.
تقسم إيمان وقتها بالتساوي بين الساعات المخصصة لصناعة الكعك ورعاية المنزل، فهي أم لأربعة أولاد، تساعدها ابنتها آية طالبة الماجستير بذلك، كما لجاراتها وأخواتها دور في العمل بحال تلقت طلبية كبيرة كأيام العيد التي شهد طلبات مكثفة منذ العشرين من رمضان.
بعد تجربة عام، تصف إيمان الدخل المادي الوارد من هذا العمل بـ"المضمون" حيث تفادى مشروعها الصغير الخسائر الاقتصادية التي تعرض لها زوجها خلال الجائحة فهو يملك محل لبيع وتجارة الملابس في مدينة إربد، وقد ساءت الأوضاع المادية في محله خلال عام الجائحة.
في الوقت ذاته لم يعارض زوجها العمل، وإنما قام بتشجيعها على ذلك، حتى بات يساعدها في التسويق ببعض الأحيان، خاصة، وأن سعر منتوجاتها أقل من المحلات المنتشرة لأنّ الكلف التشغيلية منخفضة.
تحولت المسألة من صنع عدة كيلو غرامات من الحلويات إلى توسيع مشروعها الصغير فأعدت خلال أيام العيد عشرات الكيلو غرامات، كما خصصت مكاناً في المنزل لذلك مع شراء فرن خاص ومعدات خاصة ودفتر حسابات ورأس مال لإدارة المشروع الذي قد تطوره في الأيام القادمة لفتح مطبخ إنتاجيّ أكبر.
كذلك، بدأت دينا المومني العمل بمطبخ إنتاجي صغير يصنع الأطباق المنزلية والكعك والحلويات حتى تظل برفقة أطفالها الثلاثة أكبر وقت ممكن في المنزل، فقد تركت مهنة التمريض لظروفها الصعبة، وأصرت في الوقت ذاته على مساعدة زوجها في مصاريف المنزل وما يتطلبه الأبناء.
بدأت دينا قبل ثلاث سنوات برأس مال لا يتجاوز الـ500 دينار، وعملت في عمان والزرقاء بعد أن ترك زوجها العمل منذ عام، حيث يعمل كأخصائي معالج بالأعشاب الطبية مع عدة شركات مختصة ومرخصة ولعدم وجود شركات مشغلة في الجائحة قرر أن يعمل مع زوجته حتى أصبح جزءاً من المشروع.
في أيام الطلبات المكثفة كشهر رمضان المبارك وأيام العيد، تحتاج عادة إلى أحد يعمل معها للإنجاز فتلجأ للطب من الجيران والقريبات منها بمقابل ماديّ كنوع من العمل الجزئي.
انتهى عيد الفطر وما زال الطلب على المنتجات كثيفا، حيث لم يعد يقتصر تقديم الكعك أو شراؤه في أيام العيد فقط، إلا أنه بات متواجداً على مدار العام.