المرصد العمالي الأردني – نديم عبد الصمد
بدأ السباق الدرامي الرمضاني في الأردن هذا العام بمشاكل إنتاجية على إثر الخلاف الحاصل بعد منع عرض المسلسل الأردني (ام الدراهم) من قبل إدارة التلفزيون الأردني في شهر رمضان.
مما لا شك فيه أن الخاسر الأكبر، بحسب خبراء بالشأن الفني، هو منتج العمل، لكن الخبراء أكدوا أن هذه المشكلة ليست سوى قشرة تغلف العديد من التحديات التي يعاني منها الإنتاج الفني بالأردن.
وكان قد أثار منع التلفزيون الأردني عرض المسلسل المحلي "أم الدراهم" ضجة وجدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما وأن المؤسسة الرسمية وافقت على بث العمل الاجتماعي الكوميدي وروجت له قبيل شهر رمضان بعشرة أيام.
يقول ساري الأسعد، نقيب الفنانين سابقا، وأحد أبطال (أم الدراهم) لـ "المرصد العمالي الأردني" إن جميع الممثلين والعاملين في المسلسل حصلوا على كامل أجورهم قبل الانتهاء من تصوير العمل، مشيرا إلى أن الخوف على العاملين في القطاع ليس آني، وإنما يكمن في هجرة المستثمرين في القطاع الفني إلى قطاعات أخرى أو إلى خارج البلد، وبالتالي استغنائهم عن العمال الأردنيين العاملين في القطاع.
ويضيف الأسعد، أن ما يقارب 80 شخصا عملوا في "ام الدراهم" من ممثلين، وفنيين، وتقنيين، وغيرهم، مستدركا حديثه بأن العمل الدرامي الواحد يعمل على تشغيل قطاعات أخرى مثل النقل، المطاعم، والسياحة، كما يحرك عجلة الإنتاج الفني الموسيقي، وغيرها من القطاعات.
ويشار إلى أنه يعمل في المجال الفني بالأردن ما يقارب 2000 شخص، ويشغل كل عمل درامي يتم إنتاجه ما يقارب 150 شخصا، نصفهم بشكل مباشر والنصف الآخر بشكل غير مباشر.
وحول طريقة التعاقد مع الفنانين وظروف عملهم، يقول أمين غانم، رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالمهن الفنية لـ"المرصد العمالي الأردني" إن المنتج يقوم بالاستثمار بأمواله بعمل فني، من خلال التواصل مع مخرج للعمل ومن ثم يقوم المخرج بشراء نص مكتوب، ومن ثم يبدأ في البحث عن ممثلين لهذا العمل، ثم بالتعاقد مع فنيين وتقنيين لإنجاز العمل، بدعم من المنتج.
ويضيف غانم، إن عملية التعاقد مع العاملين في الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية بشكل عام يشوبها العديد من الانتهاكات والمخالفات الصريحة لأبسط معايير العمل اللائق.
لافتا إلى أن عقد العمل الذي يحدد ساعات عمل الفنان وأجره، غير منصف ويجعل الفنان يعيش في ظروف عمل تعسفية، إذ يحق للمنتج أن يوقف العمل في أي وقت يريده، أو أن يقوم بتبديل الفنان متى شاء ذلك وبدون أي شرط جزائي، بالإضافة إلى أن العقود في غالبيتها تنص على أن يستلم الفنان أجرته بحسب وقت المنتج.
من جانبه، فضّل حسين الخطيب، عضو مجلس إدارة التلفزيون الأردني، ونقيب الفنانين الأردنيين، عدم الخوض في تفاصيل عقود عمل الفنانين، وطبيعتها لـ"المرصد العمالي".
وأما فيما يتعلق بـ (ام الدراهم) فيقول الخطيب إن التلفزيون الأردني "ممكن أن يشتري هذا العمل لاحقا".
يشار إلى أن المسلسل من إنتاج المنتج الأردني فواز الصباغ ومن إخراج كارو اراراد وتم تسلميه بالكامل لإدارة التلفزيون يوم 19 يناير، بحسب الأسعد.