الرئيسية > "كورونا"... تعصف بطموحات أصحاب الحِرف اليدوية في سوق جارا

"كورونا"... تعصف بطموحات أصحاب الحِرف اليدوية في سوق جارا

الاحد, 22 تشرين الثاني 2020
النشرة الالكترونية
Phenix Center
المرصد العمالي الأردني – مراد كتكت 
القت جائحة فيروس كورونا "المستجد" بظلالها على أصحاب الحرف والصناعات اليدوية الذين يؤمّنون مصدر رزقهم من البازارات والمهرجانات والأسواق السياحية، وتحديداً سوق "جارا" الموسمي الذي يعتبر من أشهر الأسواق السياحية في الاردن في جذب السيّاح لما يحتويه من صناعات وحرف شعبية وتقليدية وغيرها، والذي يفتح سوقه كل يوم جمعة.
تلقّى سوق "جارا" ضربة اقتصادية موجعة بسبب حظر التجول يوم الجمعة من كل اسبوع الذي فرضته الحكومة في السادس من اكتوبر، والذي شكّل عائقاً أمام أصحاب الحرف العاملون فيه وإغلاق المنافذ التسويقية لديهم، وسط إغفال الحكومة عن تقديم حلول تنعش عملهم ومصدر رزقهم.
تضررت (الأربعينية) أمل التي تعمل بالحِرف اليدوية مثل مطرزات الفلاحي وأواني القش والتطريز كغيرها من الباعة الآخرين جراء إغلاق المهرجانات والبازارات.
وقالت ان المهرجانات والبازارات وبالأخص سوق "جارا" يعد تسويقاً لمنتجاتنا ومصدر رزق وافي، ولكن جائحة كورونا حالت دون ذلك، واستاءت أمل قائلة "كورونا منعت المهرجانات والبازارات في سوق جارا، وشغلنا توقف، وموسم الصيف راح علينا".
وكانت أمل تعمل مع زوجها وأولادها بهذه الحرف بحيث تكون عائلتها عائلة منتجة تؤمن مصدر رزقها وقوت يومها، إذ أن دخلها اليومي في أيام المواسم كان لا يقل على (75) ديناراً، بينما الآن لم تعد قادرة على تأمين احتياجات عائلتها.
وبالرغم من ان الكثير من الباعة واصحاب الحرف توقف عملهم، إلا ان حس الشغف لديهم ما زال موجوداً، إذ يقول (الأربعيني) خضر "بما انه ما في سوق بحاول اشتغل ساعتين أو ثلاث ساعات باليوم عشان اخزّن اللي بشتغلو على أمل ما سيكون مستقبلاً".
سوق "جارا" الذي كان يزدحم فيه السيّاح والباعة واصحاب الحِرف، بات اليوم خالياً بسبب فيروس كورونا "المستجد"، الذي عصف بطموحات الكثيرين من اصحاب الحِرف اليدوية الذين يعيلون بها أنفسهم وأسرهم.
يقول عضو جمعية سكان جبل عمان القديم (جارا) سميح شقير ل "المرصد العمّالي الأردني" أن سوق جارا سيظل مغلقاً لعدم وجود دعم للجمعية من قِبل الشركات والمؤسسات مثل شركة "زين" التي كانت من أول الداعمين لها قبل جائحة فيروس كورونا "المستجد".
وتابع أيضاً ان الجمعية غير قادرة على المطالبة بتعويضات مالية كونها من القطاعات غير المنظمة.
وأضاف شقير ان هذه الجمعية من أكثر الجمعيات تضرراً كونها تتضمن أكثر من (400) حِرَفي، وأغلبهم فقدوا عملهم بسبب إغلاق السوق، مشيراً الى ان الحكومة أغفلت عن تقديم حلول أو تعويضات تستطيع الجمعية من خلالها الخروج من هذه الأزمة، ناهيك عن الضرائب التي تأخذها الحكومة من الجمعية، حيث تصل الى (6000) دينار سنوياً.
ويذكر أن جمعية سكان حي جبل عمان القديم (جارا) هي جمعية غير ربحية تأسست بهدف الحفاظ على تراث وطابع حي جبل عمان القديم.
ومن جهته، قال الخبير في سياسات العمل حمادة أبو نجمة ل"المرصد" ان أي قرار تتخذه الحكومة بشأن إغلاق أي قطاع لابد من ان يتضمن القرار تعويضات وإعفاءات لأصحاب القطاع بشكل أو بآخر، وبالأخص القطاعات غير المنظمة مثل سوق "جارا" التي لا يشملها الضمان الإجتماعي إلا بإشتراكات عالية جداً تصل الى (17%)، وهذه النسبة لا يتحملها صاحب العمل المتقطع أو غير المنظم.
وأضاف انه كان يفترض من الحكومة إشراك هذه القطاعات في الضمان الإجتماعي ولكن بتسهيلات وليس بإشتراكات مرتفعة، وأن يتم إستحداث صندوق خاص من الضمان للعاملين في القطاع غير المنظم مثل عمّال المياومة تحت إجراءات خاصة بدلاً من صندوق المعونة الوطنية.