الرئيسية > مصنع العقبة... دروس "غير مستفادة"

مصنع العقبة... دروس "غير مستفادة"

الخميس, 19 تشرين الثاني 2020
النشرة الالكترونية
Phenix Center
مصنع العقبة... دروس
المرصد العمالي الأردني- في الوقت الذي يرتفع فيه عدد الإصابات بفيروس كورونا في مختلف أرجاء المملكة، وتحديدا في منشآت المدن الصناعية التي شهدت في الأشهر الماضية "قفزات" في عدد الإصابات؛ عبّرت مؤسسات دولية ومحلية عن بالغ قلقها حول الظروف التي يعيشها العمال الوافدين في الأردن. 
 فبعد تسجيل مصنع العقبة يوم أمس ما يقارب 2000 إصابة بفيروس "كورونا المستجد" عبّرت "إمباكت الدولية" لسياسات حقوق الإنسان في بيان صحفي عن قلقها على الوضع الصحي للعاملين في مصانع أردنية، قائلة أنها تحولت إلى بؤر لتفشي فيروس كورونا المستجد وسط غياب إجراءات السلامة والصحة في المصنع ومساكن العمال والعاملات، وسياسات تمييز يقع ضحيتها مئات العمال الوافدين.
وأكدت أن المصابين هم عمال من الجنسيتين البنغالية والهندية، وأنه تم منح العمال الأردنيين إجازة مدفوعة منذ يوليو الماضي، فيما استمر إلزام العمال الوافدين بالعمل دون انقطاع رغم مخاطر الإصابة بفيروس كورونا.
وقال أحد العمال البنغال لـ "إمباكت" إنهم يعانون من أجل الحصول على إجازات مرضية، وأن الإدارة لم تقم بتخفيف الازدحام داخل المصنع، بل أجبرتهم منذ شهر مارس الماضي على العمل لعدة أسابيع دون أجور من أجل تبرع المصنع لوزارة الصحة بآلاف الكمامات.
وذكر عامل هندي أن الازدحام الكبير داخل سكنهم، وسوء الرعاية وواقع الإهمال الذي يعانوه كان سببًا رئيسًا في سرعة انتشار الفيروس في صفوفهم وارتفاع حالات الإصابة على مدار عدة أيام متتالية.
ومن جانب آخر أكد رئيس سلطة إقليم العقبة المهندس نايف البخيت في تصريح صحفي له أمس، أن المصنع يخلو من العمالة المحلية، ما عدا 14 سائق حافلة يعملون على نقل العمال من أماكن سكنهم إلى المصنع، وأجريت لهم فحوصات وكانت النتائج جميعها سلبية، كإجراءات وقائية.
وذكر البخيت أن جميع العاملين في المصنع يقيمون داخل سكن خاص بهم، ويبلغ عددهم (2400) عامل وعاملة أجنبية، مشيراً أنه لا يوجد أي اختلاط بينهم وبين الأردنيين المقيمين في العقبة.
وكانت قد ظهرت أعراض على العاملين منذ أربعة أيام بحسب البخيت، حيث تم اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية بحسب البروتوكول المعتمد من مديرية صحة العقبة، وتم الطلب أيضاً بفحص كافة العاملين في المصنع وتم عزل المصابين في سكنات خاصة إضافية وسط تواجد أمني كثيف أمام المصنع وذلك لضمان عدم تفشي الفيروس.
وأضاف البخيت أن المصنع كان قد عين 3 أطباء و7 ممرضات للإشراف على الحالات الطبية داخل السكن، مؤكداً انه لا يوجد حتى اللحظة أي إصابة حرجة تستدعي نقلها إلى المستشفى.
وكان قد كشف تقرير لـ"المرصد العمّالي الأردني" صدر في شهر تشرين الأول عن سبب الازدياد المفاجئ لحالات الإصابة في فيروس كورونا في أحد مصانع الضليل تحت عنوان "المرصد العمالي يكشف تفاصيل جديده حول قصة إصابة 600 عامل وافد في "مصنع الضليل" والذي أظهر وبحسب مسؤولين في بلدية الضليل وشهادات من العمال أنفسهم وسكان المنطقة وخبراء، أن سبب ازدياد عدد الحالات بشكل متسارع، هو الاكتظاظ في الغرف السكنية داخل سكنات المصانع في المنطقة إذ خصصت الغرفة الواحدة لـعدد 3 أو 4 أفراد، بينما في الواقع يسكن في الغرفة الواحدة من 6-8 أشخاص".  
كما دعا المرصد العمّالي الأردني إلى الالتزام بالمواثيق والاتفاقيات الدولية ومنها "العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية" والذي تنص المادة (7) منه على أن لكل شخص الحق في التمتع بشروط عمل عادلة ومرضية تكفل على الخصوص أجرًا منصفًا، وعيشًا كريمًا للعمال ولأسرهم وظروف عمل تكفل السلامة والصحة.