الرئيسية > "الأتمتة والروبوتات" في الأردن..تساؤلات حول مصير الموظفين والوظائف

"الأتمتة والروبوتات" في الأردن..تساؤلات حول مصير الموظفين والوظائف

الخميس, 23 تموز 2020
النشرة الالكترونية
Phenix Center
المرصد العمّالي- لم يكن توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاقتصاد الرقمي وشركة استراتيجيات تقنية للشرق الأوسط (TSME)، والتي تمثّل شركةAutomation Anywhere  في الأردن يوم أمس؛ إلّا تأسيسًا لزمن أنتجها وباء (كورونا المستجد). زمن أصبحت الأتمتة ضرورةً، وهذا ما تضمنته مذكرة التفاهم، وتصريح وزير الاقتصاد الرقمي مثنى غرايبة حول أهمية استخدام تكنولوجيا أتمتة الإجراءات روبوتيًا، والتي توفّر الوقت والجهد على الموظفين الذين يطلب منهم أعمال متكرّرة، والتي تحدّ من أدائهم الوظيفي.
بالتشابه مع ما ذكر آنفًا؛ فإنّ رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزّاز كان قد وصف الحالة الوظيفية في القطاع العام بـ"الحمولة الزائدة"، إذ يصل عدد موظفي القطاع في الأردن إلى 209 آلاف موظّف، كما أنّ إجمالي رواتب هؤلاء الموظفين يربو على مليار و600 مليون تقريبًا -حسب المعلومات الرسمية-. توقظ هذه المعطيات الواقعية الراقدين على وسادة الاستقرار، خاصّةً، أن الأتمتة الانسيابية، والتي بدأت الحكومة الأردنية بالحديث عنها منذ منتصف شهر آذار الماضي أضحت حقيقةً، الأمر الذي يهدّد مصير العاملين في الوظائف التي يمكن الاستعاضة عنهم بالروبوتات أو الاستخدام غير المتحسّب للأتمتة.
الخبير الاقتصادي الدكتور منير حمارنة تحدّث لـ"المرصد العمّالي" قائلًا: "من حيث المبدأ؛ فإنّ تحسين الإدارة عبر استخدام التكنولوجيا مطلوب، وهذا أمر لا بد منه، لكن عمليات التحسين يجب أن لا تنعزل عن الظرف الموضوعي، خصوصًا، أنّ الدول النامية لها اعتباراتها الاقتصادية والاجتماعية".
وأضاف الحمارنة مستكملًا: "عند الحديث عن استخدام التكنولوجيا والأتمتة؛ يجب أن نأخذ بالاعتبار شرطين؛ الأوّل ضرورة التغيير في إمكانات الإدارة، والثاني أثرها على قضية العمالة وردة الفعل الاجتماعية، لأنّ ذلك يعني بالضرورة زيادة البطالة، الأمر الذي سيؤدي إلى الفوضى، لذا من المبكّر استخدام الروباتات أو الأتمتة بالاندفاع الحكومي الحالي".
واستطرد موضحًا: "تحويل التكنولوجيا كأداة مهم، والتطوّر التكنولوجي مهم، ونحن دخلنا مراحل متقدمة من التطور العلمي والتكنولوجي، لكن هنالك ضرورات موضوعية في الأردن، لذا الحديث حول الاستفادة من  الثورة التكنولوجية؛ يجب أن يرافقه تطوير للقاعدة الاقتصادية- الاجتماعية".
أمّا أمين عام وزارة العمل الأسبق حمادة أبونجمة بيّن خلال حديثه لـ"المرصد العمّالي الأردني" قائلًا: "الأصل في استخدام التكنولوجيا أن تساعد على استحداث وظائف جديدة، وهذا شيء ممكن ومهم، خصوصًا، أن الأتمتة تساعد على تسهيل الإجراءات، لهذا فإنّ التكنولوجيا من الضروري أن تكون لتوليد الفرص وليس فقدان الوظائف".
واستدرك أبونجمة مستطردًا: "بعض الوظائف الحكومية تتطلّب استخدام الأتمتة، لكن ليس بالتخلّص من الموظفين، إنما باستخدام الوسائل التكنولوجية لتيسير الإجراءات، وليس إنهاء خدمات أو استغناء عن موظفين".
مثالٌ على ما سبق؛ فإنّ وزارة التربية والتعليم استعاضت عن مصححي أسئلة امتحان الثانوية العامة (المعلّمون) باستخدام الماسحات الضوئية، مما أدّى إلى استحكام الأزمة المعيشية بهذه الفئة، خاصّة، أنّ مجموع ما يحصله المعلّم جرّاء تصحيحه لأسئلة (التوجيهي) يبلغ 250 دينارًا، ناهيك عن قرار ديوان الخدمة المدنية بوقف استقبال طلبات التوظيف من التخصّصات الراكدة. وبحسب التقرير الإحصائي السنوي لديوان الخدمة المدنية لعام 2018؛ فإنّ الديوان استقبل ما مجموعة (36585) طلب توظيف جديد، أغلبها يعود لحديثي التخرّج.
وكان "المرصد العمّالي الأردني" قد حاول التواصل مع وزارة الاقتصاد الرقمي للحصول على استيضاحات حول مجريات الأتمتة؛ إلّا أنّ الوزارة لم تبادر بالإجابة. 
وبحسب دائرة الإحصاءات العامّة؛ فإنّ معدّل البطالة يصل إلى 19.3 بالمئة في الربع الأوّل من العام الحالي 2020، فيما من المحتمل أن يرتفع معدّل البطالة بُعيد أزمة وباء (كورونا المستجد)، ونتيجةً للأزمة الاقتصادية الناجمة عنه.