الرئيسية > "محاربون بلا دروع" .. تساؤلات حول إجراءات السلامة للكوادر الصحية

"محاربون بلا دروع" .. تساؤلات حول إجراءات السلامة للكوادر الصحية

الثلاثاء, 30 حزيران 2020
النشرة الالكترونية
Phenix Center
المرصد العمّالي- شاشات ولافتات تشعّ منها عبارة "شكرًا لخطّ الدفاع الأوّل". كانت هذه العبارة تومض تجاه كل من ينظر إليها لكن وميضها لم يصل إلى أعين العاملين من الكوادر الصحية، والذين كانوا يطالبون حينها مسؤوليهم بمستلزمات السلامة البديهية، وهي: الكمامات، والقفازات، والأفرهول الطبي. وحتى لا نسرف بالتوصيف -رغم ضرورته- إلا أنّ المرصد العمّالي الأردني استحسن الإنصات للعاملين وهم يشرحون ويتحدّثون عن معركة لم تنتهِ حتى هذه اللحظة.
الطبيب (غ.ع) وأحد كوادر فرق التقصّي الوبائي تحدّث لـ"المرصد العمّالي" قائلًا:" في بداية الأزمة، تحديدًا، منذ منتصف شهر آذار الماضي؛ كنا نشتري الكمامات من أموالنا، لأنّ الكمامات التي يتم صرفها صباح كل يوم عمل لا تكفي، خصوصًا، أنه لا يصح استخدام كمامة واحدة خلال يوم كامل، كما أن أدوات الحماية كانت نادرةً، رغم معرفة إدارة المستشفى بذلك، إلا أنّهم كانوا يتجاهلون مطالباتنا بالحصول على أدوات السلامة".
بعد استرجاع لزمن ليس بعيدًا، استكمل الطبيب حديثه مستدركًا:"كنا نبتكر الحيل حتى نحصل على الأفرهول الطبي، والذي بالرغم من أن يترك نصف القدم مكشوفة إلا أنه أفضل من أن يترك الجسم مكشوفًا، وسأستشهد لك بمثال؛ نقابة الممرضين اشترت كمامات وكافة المستلزمات ووزعتها على الممرضين والممرضات في المستشفيات لأنها كانت تعلم أنّ هنالك لامبالاة في هذا الأمر".
وأضاف موضحًا:"على النقيض من الأطباء والكوادر الصحية في المستشفيات، كانت فرق التقصي الوبائي تحظى بكافة وسائل السلامة، وهذا ما يمكن أن نعتبره إيجابيًا إذا ما تم مقارنته مع واقع المستشفيات وغيرها".
استتباعًا لما ذكر أعلاه؛ تحدّث الطبيب (خ.ط) لـ"المرصد العمّالي" مبينًا:"لا يمكن إنكار شح المستلزمات الطبية في بداية الأزمة، وحتى الآن لا زالت هذه المشكلة موجودة، ولا بد أن أبيّن هذا الأمر؛ خلال الأزمة كان المصابون بفيروس كورونا يأتون إلى قسم الطوارئ، ما يعني أن احتمالية إصابة الأطباء والممرضين ممكنة جدًا، لكن هذا الأمر تم تداركه عبر نصب خيمة يتم وضع المصابين فيها في البداية".
ويوضح قائلًا:"توزيع القفازات والكمامات يتم بناءً على عدد الكوادر، وهذا خطأ واضح، لأنّ كمامة واحدة لا تكفي، والكمامة لاستخدام محدد ومؤقت".
الطبيب والناشط محمد نعمان أوضح لـ"المرصد العمّالي" موردًا:"هنالك حقيقة؛ أنّ الأطباء والممرضين والعاملين في المستشفيات كانوا يواجهون مشكلةً فيما يخص مستلزمات السلامة، كالكمامات والقفازات والأفرهول الطبي، الشيء الإيجابي لدينا أنّه لم يتوفَ أي طبيب كما يحدث في دول أُخرى".
وختم نعمان مؤكدًا:"أحد الأطباء اشترى من ماله كمامات ووزعها على زملائه في المستشفيات الحكومية، فيما أسّس مجموعة من الأطباء مبادرة "همة وطن" ضمت أكثر من ألف طبيب، حيث تم من خلال هذه المبادرة توزيع الكمامات وكافة المستلزمات على الأطباء الآخرين، كما تم توزيع الأدوية على المواطنين، وذلك لتدعيم جهود وزارة الصحة".
بحسب الأحاديث آنفة الذكر؛ فإنّ العاملين من الكوادر الصحية في المستشفيات (الحكومية والخاصة) يواجهون انتهاكات فيما يتعلّق بإجراءات السلامة، وهذا ما تبيّن من خلال روايات الأطباء والكوادر الصحية لـ"المرصد العمّالي الأردني" عن أحوالهم منذ بداية أزمة وباء (كورونا المستجد) وحتى اليوم، لذا فإنّ الثناء الذي يريده العاملون من الكوادر الصحية هو توفير مستلزمات السلامة التي تضمن لهم عدم إصابتهم بداء لا زال العالم يترقّب أمواجه الآتية.
ويبلغ عدد الأطباء الأعضاء المسجّلين في نقابة الأطباء الأردنيين، بحسب سجلات النقابة 24 ألف طبيب، يعمل 16 ألفا منهم داخل المملكة، كما ويبلغ عدد المستشفيات في المملكة 117 مستشفى؛ 69 منها مستشفى خاص، و31 مستشفى حكومي، و15 مستشفى عسكري، و2 مستشفى جامعي.