الرئيسية > "عاصفة" كورونا تضرب قوارب العقبة الزجاجية

"عاصفة" كورونا تضرب قوارب العقبة الزجاجية

الاثنين, 22 حزيران 2020
النشرة الالكترونية
Phenix Center
"عاصفة" كورونا تضرب قوارب العقبة الزجاجية 

المرصد العمَالي- توالت الضربات الموجعة التي عصفت بأصحاب القوارب الزجاجية في العقبة، مما هدد من أمن واستقرار العاملين في القطاع الذي يعتبر شكل أساسي من أشكال السياحة في محافظة العقبة، فبعد أيام قليلة من مرور عاصفة "التنين"، التي ضربت بلاد البحر الأبيض المتوسط في أذار/ مارس، وأدت إلى نشوب حالة من عدم الاستقرار الجوي، وإلحاق الضرر بـ16 قارب زجاجي؛ لتتبعها عاصفة "كورنا المستجد" وتبعاتها الاقتصادية.
يعد قطاع القوارب الزجاجية في العقبة  أحد القطاعات المجتمعية الهامة المرتبطة مباشرة بالبيئة البحرية، ويوجد حالياً ما يقرب من 97 قارب زجاجي، ويعمل في هذا القطاع 200 شخصاً مسجلاً في جمعية العقبة البحرية للقوارب الزجاجية، بحسب رئيس الجمعية أحمد ياسين. 
يقول ياسين خلال حديثه لـ"المرصد العمّالي الأردني":"أن مفوضية العقبة قامت بجمع مبلغ ما يقارب 160 الف ديناراً عبر "صندوق تكافل"، والذي خصصته المفوضية للمتعطلين عن العمل خلال فترة الحظر الشامل والجزئي. من ضمنهم: سائقو القوارب الزجاجية، سائقو التاكسي، الحرفيين. 
وأضاف:"صحيح نحن أكثر قطاع متضرر، لكن لم نحصل إلا على 50 دينار للشخص الواحد، وما أخذ غير 90 شخصاً من أصل 200 أرسلنا أسمائهم". 
أكد "أبو يامن"  مالك وسائق أحد القوارب الزجاجية خلال حديثه مع "المرصد العمّالي الأردني"، على صعوبة أوضاع العاملين في قطاع القوارب الزجاجية، فمن خلال تطوعه مع جمعية العقبة البحرية للقوارب الزجاجية اطلع على كشوفات السائقين والعاملين على القوارب.
وبيّن:"كنت اعبي كشوفات للناس المحتاجة وأغلبهم كان ما عندهم دخل. بعرف واحد عرض مكيف بيته للبيع".
اعتبر "أبو يامن"، أن فتح محافظة العقبة داخليا وعزلها عن باقي المحافظات، غير مجدي بالنسبة للقطاع، "هم سمحولنا نشتغل بالعقبة؛ اه، بس ما كان في حركة زي ما بدك"، ويؤكد، "حتى لو بدي أنزل اشتغل؛ بدي أقضيها "ضيوف" لأني بعرف اغلب اللي على الشط،  فظليت بالبيت"، إعادة الفتح الحقيقية بالنسبة لـ"أبو يامن"، والعديد من الأشخاص الذين قابلهم المرصد العمّالي، كانت نهاية شهر أيار/ مايو؛ اليوم الذي أعلنت فيه الحكومة فك الحظر الكلي، وعودة الحياة والحركة بين مختلف المحافظات. 
يروي "عمر أبو غريقانة"، سائق قارب زجاجي، معاناته -حتى لحظة إعداد هذا التقرير- مع الحظر الجزئي الذي حرمه من عمل ساعتين كاملتين يومياً، "نحن قبل الأزمة كنا نبدأ شغل قبل الساعة 6 صباحاً، ونرجع على المغرب"، وإضافة إلى ذلك كان السائقون يقدمون طلب للقوى البحرية عبر الهاتف، من أجل التأخر عن العودة إلى الاصطفاف في ميناء الصيادين ثلث ساعة إضافية، خاصةً؛ في الحالات التي يتم فيها طلبهم لجولة بحرية قبل انتهاء الفترة المسموح بها(غروب الشمس)، " أما بعد الأزمة صرنا نبلش على الساعة 7 صباحاً، عشان الحظر، ونخلص كمان على المغرب بس هسا ممنوع نأخذ الثلث ساعة زيادة! مش فاهم ليش؟"، وهكذا تبلغ خسارة أصحاب المركبات يوميا في الساعتين المهدورتين مبلغ قَدَّرَ¬¬ه "عمر" ب20 ديناراً كحد أدنى. 
يلفت "أحمد" صاحب أحد القوارب الزجاجية، والذي التقاه "المرصد العمالي الأردني" على متن مركبه، أن أغلب العاملين كسائقين على القوارب الزجاجية من الشباب.
ويستكمل حديثه:"أغلب اللي بشتغلوا على البحر بتلاقيهم عزابية، لأنه الوضع هذا ما بطعمي خبز". 
يعتبر أصحاب القوارب الزجاجية أشخاص عاملين في (قطاع المشاريع الصغيرة)، والذي يتضمن بالإضافة للقوارب: جمعية العقبة البحرية للقوارب الزجاجية، ومشغلي قوارب النزهة، وجمعية العقبة للغوص ومراكز الغوص والفنادق الصغيرة، وتعمل القوارب الزجاجية الصغيرة في منطقة الشاطئ الأوسط؛ حيث تقوم بجولات بحرية داخل خليج العقبة، يشاهِد من خلالها السائح العديد من الأسماك والأحياء البحرية من خلال لوح زجاجي موجود داخل القارب. 
إلا أن العاصفة التي ضربت مدينة العقبة في منتصف أذار/ مارس، حالت دون أن يستطيع السواح رؤية "الأحياء البحرية"؛ بسبب تكسير العاصفة للشعب المرجانية، وإحداث "خدوش" على زجاج القوارب  بسبب تراكم الأحجار الصخرية بعد العاصفة، خاصة؛ ميناء الصيادين، حيث تبلغ تكلفة صيانة القارب الواحد إلى 500 دينارٍ. ويعود ذلك لعدم الاهتمام الكافي من قبل (خدمات المدينة) بتنظيف مخلفات العاصفة، كما وردت شكاوى عديدة موثقة بالصور لـ"المرصد العمَالي الأردني". 
بالعودة إلى  "أبو غريقانة"، والذي يعمل  سائقًا على قارب زجاجي تضمنه لمدة عام بقيمة 170 دينارٍ شهريا، ويعتمد بشكل كلي على زائري شط الغندور أو "الشط الأوسط" لسد ضمانه والعيش منه. ولم يعزو سبب ضعف القطاع لإغلاق مدينة العقبة بوجه السائحين مدة طويلة فقط، بل أيضا؛ إلى عدم إعادة تأهيل شط الغندور بعد ما جرفت "عاصفة التنين" أركان أساسية من مكونات الشاطئ، مثل: اقتلاع المعرشات، تكسير الأدراج، تكوم الصخور على الشط، وبالتالي؛ عزوف السواح عن الدخول إلى الشاطئ وقلة فرصة الركوب في القوارب الزجاجية، "السائح أول ما يشوف الوضع هيك، بسحب حاله وبروح".  
حددت سلطة العقبة تسعيرة ركوب القوارب الزجاجية بـ: 15 ديناراً (لجولة الربع ساعة)، و25 ديناراً (لجولة النصف ساعة)، و45 ديناراً (لجولة الساعة الكاملة)، لكن الكثير من أصحاب المراكب الخاصة الذين قابلناهم في العقبة يقولون أن هذه الأسعار مستحيلة في ظل أزمة "كورونا المستجد"، لذا قام الكثير منهم بتخفيض الأسعار إلى 10 دنانير، 15 ديناراً، 25 ديناراً (لكل ربع ساعة، نصف ساعة، وساعة كاملة، على التوالي).
ويذكر أن مطار الملك الحسين الدولي في مدينة العقبة استكمل البرنامج التشغيلي والتجهيزات المطلوبة للبدء باستقبال الطائرات وعودة الحركة الجوية الداخلية بين عمان والعقبة، يوم الأربعاء 17حزيران/ يونيو، وقال رئيس سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف بخيت في تصريح صحفي، إن فنادق العقبة بمختلف تصنيفاتها تشهد إقبالًا متزايدًا من الزوار وفق إجراءات احترازية صحية تتناسب والمعايير الدولية في مكافحة وباء كورونا.