الرئيسية > عاملات زراعيات يتحدّثن لـ "المرصد العمّالي": "ما في شغل .. ما في أكل"

عاملات زراعيات يتحدّثن لـ "المرصد العمّالي": "ما في شغل .. ما في أكل"

الثلاثاء, 24 آذار 2020
النشرة الالكترونية
Phenix Center
عاملات زراعيات يتحدّثن لـ
المرصد العُمّالي– "ما في شغل.. ما في أكل". عبارة تضاهي المقدمات والتوطئات، فلا مسوّغ للسرد الرتيب، فالفقر والعوز يحكمان عقدة اللسان، إذ لا يستوجب الحديث عن الهموم المعيشية، اجتراح العبارات "الاستعطافية" كي نبيّن واقعية هذه الهموم. أصبحت التساؤلات بُعيد وباء كورونا: "كيف سيعيش عمّال المياومة؟!".
السّيدة أميرة اليابس عاملة زراعية، تسكن في غرفة مع ابنتها وحفيدتها، غرفة كانت دافئةً بهواء السكون المعيشي، لكنّ زوابع "كورونا" اقتلعته، واقتلعت الأشجار والبيارات والحقول، إذ لا يتناهى سوى أصوات الحشرات الليلية. 
اليابس تحدّثت لـ "المرصد العمّالي" قائلةً: "أنا بتقاضى 50 دينار من المعونة.. وأسكن في غرفة، وشو أحكيلك كمان!". 
واستكملت حديثها: "وضعي سيء كتير.. وبعض الجمعيات وزّعت مساعدات على عمّال المياومة وما أعطونا.. وحجتهم أننا نتقاضى من المعونة الوطنية، وأنا عندي فواتير كهرباء بقيمة 85 دينار".
حديث آخر مع السّيدة صباح هويدي، لم يختلف كثيرًا عن الحديث الآنف، لكن التشابهات ليست أمرًا مُرضيًا، بل يعني أنّ الحاجة هي كورونا الفقراء".
صباح بدأت حديثها لـ "المرصد العمّالي" بعبارة جازمة: "ما بنشتغل.. ما بناكل.. أظن ما بدها فلسفة! ".
وأضافت بنبرة تحيق بها الحسرة: "أنا باخد 50 دينار المعونة، وهذا المبلغ ما بكفي أبسط الأشياء، واحنا عنا موسم دوالي كنا نعيش منه، الآن، ما في لا موسم ولا في حتى الـ 5 ليرات الي كنا ناخدها".
بحسب العاملات الزراعيات، فإنّ الـ 5 دنانير أضحت حلمًا في ليل كورونا، و"مفاصلة" المزارع على الأجرة لم يعد تفاوضًا، فالعمل الآن هو الضرورة المعيشية.
"أنا وضعي ممتاز.. وبصرف ع بلد كاملة"، بعبارات تهكمية، استهلّ العامل نور الدين بشتاوي حديثه لـ "المرصد العمّالي": "الناس يا أخي تتقاتل ع الخبز حاليًا".
وبادر بشتاوي بالإجابة على سؤالنا عن حاله: "حالنا زي حال عمّال المياومة.. ما في شغل يعني ما في أكل".
وفي السابع عشر من الشهر الحالي، أعلنت الحكومة عن إجراءات احترازية لمواجهة وباء "كورونا"، أبرزها تعطيل المؤسسات العامّة والخاصّة، وإغلاق الحدود البرية والبحرية، وبعيد أربعة أيام، حظرت الحكومة التجوال بعد ارتفاع عدد المصابين بالوباء، الأمر الذي أدّى إلى إشكاليات لدى العمال المزارعين، خاصّةً، أن هذه الفئة لم تحظَ باستثناء يمنحها حرية التنقل أو الحركة.