بعد محاولة استمرت عامين في البحث عن وظيفة "ممرض قانوني" في أحد المستشفيات الخاصه وذلك بعد فقدان الأمل في التعيينات الحكوميه في مستشفيات وزارة الصحة الاردنيه , وجدت أخيرًا شاغرًا في أحد المستشفيات براتب متدني جدا مقابل وما كان لي إلا أن ألتحق بتلك الوظيفة بالرغم من تدني الراتب فقط في سبيل الحصول على خبره علِّي أستطيع الحصول على فرصة العمل في الخارج رغبةً مني في وضعي المادي, وهذا حلم يراود أي شخص يسعى لتحقيق ذاته حتى ولو كله الأمر السفر والغربة.
أنا اعمل حاليًا في احد المستشفيات الخاصه كما أسلفت القول سابقًا, ومن أحد المواقف التي صادفتني أثناء عملي هناك, موقف يؤكد ضيق الحال الذي آل إليه المواطن الأردني, حيث صادفت مرة عامل بناء وافد يعمل في نفس المستشفى ويتقاضى 300 دينار شهريًا كما حدثني, وكان الذهول عندما تفاجئ بأن دخلي شهريًا لا يتجاوز 190 دينار, واردف القول أن راتبًا كهذا لا يكفيه ثمنًا لسجائره شهريًا !
انا اعمل بدوام 16 ساعه "يوم بعد يوم" دون اجازات ودون تأمين صحي ودون ضمان اجتماعي و دون توفير وجبة غداء او عشاء الا في حال قمت بشراء الوجبه من مطبخ المستشفى , بينما تقوم ادارة المستشفى بتخصيص يومية العامل الوافد الذي صادفته وغيره اكثر من "15دينار اردني" مع وجباته وبعدد ساعات محدده للعمل, وقد كان مدير المستشفى يقول " ادعمولي عامل البناء بشاي او قهوة لكي يعمل من قلبه "
هدفي من مقام لحديث هذا, ليس المقارنة, ولا للتقليل والاستنكار من شأن أي عامل وافد ولكن كان لابد من أن ننظر بعين الاعتبار إلى وجود استغلال واضح للتمريض في الاردن من بعض المستشفيات الخاصه بسبب اعداد الخريجين العاطلين عن العمل ونعلم بان هناك تقصير واضح أيضًا من وزارة الصحه تجاه خريجي التمريض الذين يتجاوز عددهم الــ 5 الاف عاطل عن العمل بحسب ما ذكرت نقابة الممرضين .
هل أصبحت الرؤيا واضحة تمامًا فيما بظروف العمل لإبن البلد وكيف أنّ اصحاب العمل يحترمون العامل الوافد اكثر من العامل الاردني!
و الى اين يا ترى سيئول بنا المطاف؟ وماذا عن مستقبل التمريض الأردني الذي نراه في تراجع دائم ناهيكَ عن هذا استغلال من قِبل اصحاب العمل