الرئيسية > قتل غامض وأوضاع مأساوية لعمال الضفة بالداخل

قتل غامض وأوضاع مأساوية لعمال الضفة بالداخل

الخميس, 20 تشرين الثاني 2014
النشرة الالكترونية
Phenix Center
قتل غامض وأوضاع مأساوية لعمال الضفة بالداخل
المرصد العمالي – رصد - يعيش عمال الضفة العاملين في الأراضي المحتلة عام 48 هذه الأيام أسوأ فترات حياتهم من الملاحقة غير المسبوقة، بفعل الإجراءات الأمنية وحالات التنكيل والانتقام التي ألمت بهم، عقب سلسلة العمليات الفدائية التي نفذت مؤخرا بالطعن والدهس.

وكانت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي بثت الأسبوع الماضي تقريرا لها عما يتعرض له عمال الضفة في هذه الأيام، استهلته باكتشافها لعامل من مدينة طولكرم في "تل أبيب" اعتاد أن ينام على لوحة إعلانات لفترة طويلة.

وقد شرح العامل واقعه المأساوي، حيث يقوم بعد انتهاء عمله في ساعات المساء بوضع فرشة على قضبان حديد لوحة إعلانات كبيرة، ويفترش المسافة الواقعة خلف اللوحة وحتى جدار البناية بأقل من متر وينام فيها حتى الصباح. إذ لم يخطر ببال أحد أن يختبئ عامل لأشهر طويلة في هذا المكان خشية ملاحقة شرطة الاحتلال له.

وما يرد من قصص مرعبة يرويها عمال الضفة هذه الأيام عما يتعرضون له يثير القلق، سيما وأن ذلك يتزامن مع تصاعد حالات غريبة قتل فيها عمال من الضفة مؤخرا في ظروف غامضة.
(صفا)

جهاد منصور، عامل دهان في مدينة جنين يروي لـ"صفا" قصص المطاردة اليومية المستمرة من قبل " الشاباك " و " البوليشيت " المتخصصين في ملاحقة العمال: "..مداهمات في الليل والنهار.. ضرب وتنكيل واعتداء ... أجسامهم كبيرة ويقومون بضربنا فور الإمساك بنا".

ويضيف " لم يعد مكان آمن لعمال الضفة ممن لا يحملون تصاريح في أراضي 48، وخلال لحظات تطوق المنطقة فورا، ويعتقل العمال وصاحب العمل، حتى لو كان يهوديا، لأنه شغل عمالا من الضفة دون تصاريح".

ويشير إلى أن الشهر الأخير كان الأكثر قسوة، وكثير من العمال هجروا أماكن عملهم وعادوا للضفة، بسبب ضراوة الملاحقة على أمل أن تهدأ الأوضاع.

القتل الغامض

وقد سُجل خلال الشهر الأخير حالات قتل واعتداء ووفيات غامضة لعمال من الضفة، كانت ملفتة وغير مألوفة، لم تأبه لها شرطة الاحتلال، ولم تجر تحقيقا جديا فيها، وهو ما استفز الجهات النقابية والحقوقية.

فقد شهد مطلع الشهر الجاري قيام مجهولين بحرق العامل محمود كامل قلالوة (23 عاما) من قرية الجديدة جنوب جنين، من خلال إشعال النار في جسده خلال تواجده في مدينة حيفا في أراضي 48، مما تسبب له بحروق بالغة، ويرقد حاليا بالمستشفى في حالة حرجة وقيدت الحادثة ضد مجهول.

ولم تمض أيام على ذلك إلا وتعرض العامل نهاد مفيد نعلوه (36 عاما) وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال من بلدة شويكة شمال طولكرم للقتل، حين أطلق مجهولون عليه النار في منطقة المثلث داخل أراضي 48.

وعثر فجر الجمعة ( 14-11-2014 ) على جثة عامل آخر من الضفة الغربية في العشرينات من عمره، في الحي الشمالي بالقرب من أحد المتاجر في مدينة كفر قاسم في أراضي 48.

كما عثرت شرطة الاحتلال حسب ادعائها صباح الخميس 20-11 -2014 على جثة عامل فلسطيني في مقبرة كفار سابا في أراضي ال48 دون اتضاح الأسباب.

ويشير رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد إلى أن الفترة الأخيرة شهدت استهدافا ممنهجا للعمال، محملا سلطات الاحتلال مسئولية ذلك.

وأضاف أن المسئولية في تلك الحوادث تقع على الشرطة الإسرائيلية، فلو كان المعتدى عليه أو المتوفى يهوديا لكشفت الجناة خلال وقت قصير، ولكن في حالة الاعتداء على العمال الفلسطينيين فلا تحقيق جدي.

وأكد أن حوادث القتل والاعتداء التي جرت مؤخرا لعمال الضفة هي استهداف منظم يستلزم المتابعة والتحقيق، "سنتوجه بها للمؤسسات الدولية وسنلاحق الاحتلال عليها".