الرئيسية > متعطلون عن العمل يتخذون "فرز النفايات" مصدراً للرزق

متعطلون عن العمل يتخذون "فرز النفايات" مصدراً للرزق

الاحد, 12 تشرين الأول 2014
النشرة الالكترونية
Phenix Center
متعطلون عن العمل يتخذون

المرصد العمالي – شيرين مازن - استحدث العشرات من المتعطلين عن العمل، قطاع عمل جديد يتمثل بعملية فرز النفايات المنزلية، والصناعية، وبيعها لتوفير دخل مناسب يساعدهم على تلبية متطلباتهم المعيشية، لهم ولأسرهم العيش الكريم.

تصنف النفايات المعدنية، والبلاستيكية، والورقية، والخبز الجاف، التي تجمع من الحاويات، ثم يجري إلى متعهدين يقومون بتوريدها إلى مصانع خاصة بتدوير النفايات.

يقول سالم "أعمل أنا وزوجتي وأطفالي في عملية جمع النفايات، وفرزها، وبيعها، منذ ما يقارب الـ4 سنوات"، ويتابع "بداية عملي كانت متواضعة حيث كنت أقوم بجمع النفايات المعدنية، والزجاجية، وعلب المشروبات الغازية، أنا وزوجتي بواسطة أكياس ننقلها يدوياً، ثم استخدمنا عربة جر يدوية"، ويضيف أن دخله يختلف من شهر إلى آخر لكنه يتراوح بين 400 – 650 دينارا.

ينطلق نورس باحثا عن كل ما يُباع في الحاويات الساعة الخامسة فجراً، وينتهي يومه في السابعة مساءً، يقول نورس "الشغل مش عيب، نحن نعمل كي نعيش"، ويضيف أجمع "البلاستيك، والحديد، وعلب المشروبات الغازية، والخبز الجاف"، وأقوم ببيعها لأصحاب عمل يقومون بإعادة استخدامها.

أكد نورس أنه تعرض للعديد من الأمراض الجلدية، والتنفسية، لكنه ورغم ذلك يواصل عمله، لأن ظروف عائلته المادية لا تسمح له أن يجلس دون عمل.

عديد ممن جرى مقابلتهم أكدوا تعرضهم لعدد من الأمراض، لكنها لم تكن عائقا لإيقافهم عن العمل، فبعض المسكنات، ومضاد الالتهابات، وأدوية الحساسية تكفيهم بحسب ما قالوا.

وكشفت دراسة أعدتها أمانة عمان الكبرى العام الماضي، وشملت 116 "فارز للنفايات" و15 "وسيطا"، يعتاشون على "فرز النفايات"، أن 96% منهم لا يعون خطورة مهنتهم، لجهة الأمراض التي يمكن أن تصيبهم، خصوصا مرض الكزاز (التيتانوس)، في حين يبقى الأطفال العاملون في هذا المجال أكثر تعرضا للمخاطر الصحية لعدم درايتهم بكيفية التعامل مع النفايات.

محمود الذي لا يتجاوز عمره الـ15 عاما يقول "ظروف عائلتي المادية صعبة، ووالدي رجل كبير، ولجأت لهذا العمل الذي أحصل من خلاله على ما يسد على الأقل بعض احتياجات أخواتي ووالدتي". ويتابع "عملي متبع، وغير مضمون، لكن حاجتي له تجعلني أواصل العمل فيه".

أما علي فيعتبر أن ما يقوم به مهنة شأنها شأن الكثير من المهن ويقول "انطلق يوميا منذ الفجر من محل سكني إلى مناطق عدة، أصل خلالها إلى كل من ماركا، ووسط البلد، والهاشمي، وأقوم ببيع ما أجمعه إلى أحد المحال التي اتعامل مع صاحبها منذ ما يقارب العامين".

وأكد من جرى مقابلتهم أنهم لم يحصلوا على أي مطعوم، في ظل احتمالية كبيرة لتعرضهم للأمراض الصدرية، والربو، والأمراض المعدية، والجلدية، إضافة لافتقارهم للملابس اللازمة للعمل التي تتوافر فيها شروط الصحة السلامة العامة.

ويتراوح الدخل الشهري المتأتي لـ"فارزي النفايات"، من 300 إلى 900 دينارا، وفقا لدراسة أعدَّتها أمانة عمان.

ويذكر أن خط الفقر المطلق (الغذائي وغير الغذائي) بلغ عام 2010 (813.7) دينار للفرد سنوياً، وللأسرة المعيارية المكونة من 5.4 فرد 366 ديناراً شهرياً، وبلغ خط الفقر في الأردن للأسرة المعيارية ما يقارب 400 دينار شهرياً.