الرئيسية > عمال محطات الوقود: ساعات عمل طويلة وأجور متدنية

عمال محطات الوقود: ساعات عمل طويلة وأجور متدنية

الثلاثاء, 23 أيلول 2014
النشرة الالكترونية
Phenix Center
عمال محطات الوقود: ساعات عمل طويلة وأجور متدنية
المرصد العمالي – شيرين مازن - محمود 33 عاما يعمل في إحدى محطات الوقود منذ ما يقارب 15 عاما، لا يتجاوز أجره الشهري 190 دينارا، يقول "أنا أعمل أكثر من 14 ساعة يوميا، وغير مشمول في الضمان الاجتماعي، ومديري لا يوفر أي من أنواع التأمين الصحي، وفي حال مرضي، أو تعرضي لإصابة، أتلقى العلاج على نفقتي الخاصة".

يضيف محمود "بدأت العمل براتب يبلغ 110 دنانير، لكن قرب مكان عملي من بيتي، شجعني على عدم البحث عن فرصة عمل أخرى، خاصة أن الرواتب متدنية في غالبية المحطات". 

ساعات عمل طويلة تفوق 14 ساعة يوميا، وأجور تبلغ 190 دينارا، أو تقل قليلاً، ظروف العديد ممن جرى مقابلتهم في عدد من محطات الوقود في العاصمة عمان، مما يشكل انتهاكا صارخاً لقانون العمل الأردني الذي يحدد ساعات العمل بـ8 ساعات، وأجر لا يقل عن 190 دينارا.

 "ظروف عمل صعبة، وأجواء مناخية مختلفة نواجهها، ومتلقو خدمة لا يقدرون طبيعة عملنا"، هذا ما قاله أبو مصطفى 40 عاما، العامل في إحدى محطات المحروقات، عند سؤاله عن ظروف عمله.

يقول "لا يدرك الزبون أنك تعمل في أجواء باردة وماطرة شتاءً، وحارة ومشمسة صيفاً، لساعات تتجاوز الـ14 ساعة يوميا، بل يعاملك بطريقة فيها تعالي وفوقيه، ويريد أن تظهر سيارته بأحسن حال، وأن تتعامل معه أولا دون غيره".

 بيئة عمل غير آمنة
محطات الوقود تعد من أماكن العمل الخطرة كونها تتعامل مع مواد قابلة للاشتعال في أي لحظة، وفي هذا الجانب أكدت وزارة العمل أن هذه المحطات "لا تحصل على ترخيص سنوي، إلا عند التأكد من بيئة العمل، ومدى ملائمتها لمعايير السلامة العامة".

إلى جانب ذلك، يتعرض العاملون في غالبية محطات الوقود لعدد من الأمراض التنفسية، والجلدية، بسبب احتكاكهم المباشر في المشتقات النفطية. 

العامل أيمن خلال عمله أصيب بحساسية جلد في وجهه ويديه، إضافة إلى إصابته بضيق في التنفس بين فترة وأخرى.

في هذا السياق تؤكد وزارة الصحة أن العاملين بمحطات الوقود يظلون دائماً عرضة لأضرار ومضاعفات تصيب الجهاز التنفسي، بسبب الاستنشاق المستمر لجزئيات الوقود المتطايرة، كذلك استنشاقهم لعوادم السيارات التي تدخل إلى محطات الوقود وتخرج منها طول ساعات العمل، بالإضافة لتعرضهم للغبار، وعوادم المركبات المارة في محيط المحطة، وهو ما يتسبب في زيادة نسبة الإصابة بحساسية الصدر، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، تحت ظروف مناخية صعبة تتمثل في التعرض المستمر لأشعة الشمس، والبرد والمطر في فصل الشتاء، لهذا هم أكثر عرضة للإصابة بضربات الشمس في فصل الصيف، والتهابات القصبات الهوائية في فصل الشتاء، بالإضافة إلى تزايد احتمالية الإصابة بسرطان الجلد نتيجة التعرض لساعات طويلة لأشعة الشمس.

رقابة غير مستمرة
فيما أكدد عدد من عمال المحطات، أن هنالك العديد من الانتهاكات والتجاوزات، لا يجري متابعتها من أصحاب الاختصاص، قالت وزارة العمل "لا نميز بين أصحاب العمل والعمال، ولدينا قانون عمل يحكم هذه العلاقة".  

وتؤكد وزارة العمل وجود انتهاكات يتعرض لها العاملون في بعض محطات الوقود، مشيرة إلى أنها "مستمرة بمتابعة مثل هذه الانتهاكات، وأنها لا تتهاون أبدا بشان أية شكاوى تتلقاها".

وتنفي نقابة أصحاب محطات المحروقات وموزعي الغاز، وجود استغلال من قبل أصحاب المحطات، معتبرة أن هذه الممارسات "فردية"، قد تمارس من قبل بعض أصحاب محطات وزبائن.


غياب التنظيم النقابي
قال رئيس النقابة العامة للعاملين في البتروكيماويات خالد الزيود "لم نستطع في النقابة تنظيم العاملين في محطات الوقود للعديد من الأسباب منها: عدم ثبات العمال في هذا القطاع، ورفضهم فكرة التنظيم، ويعود ذلك لغياب الوعي بأهيمة النقابات العمالية، إضافة أن غالبية العاملين في هذا القطاع هم عمالة وافدة".

ودعا جميع محطات الوقود إلى تنظيم عملهم بما يضمن الحماية لحقوق العاملين فيها، وأكد الزيود أن النقابة طالبت بضرورة عقد اتفاق مع وزارة العمل، لإيجاد مظلة حماية لجميع العاملين في المحطات.

يجدر الإشارة أن عدد محطات الوقود في الأردن يصل إلى ما يقارب 450 محطة، منها 60% في العاصمة عمان، يعمل فيها ما يقارب الـ 5 آلاف عامل.