الرئيسية > العمل عبر"النت" يخلق العديد من فرص العمل

العمل عبر"النت" يخلق العديد من فرص العمل

الثلاثاء, 19 أيلول 2017
النشرة الالكترونية
Phenix Center
العمل عبر
المرصد العمالي - يعد عبء استئجار مكان واختيار موقع ملائم عقبة أمام طموح إنسان يرغب أن يمتهن التجارة، إذ بات بإمكانه أن يكتفي بشاشة حاسوب وشبكة الإنترنت لكي يتمكن من تأسيس تجارته وبيع  بضائعه من خلال شاشة جهاز.

ومع تطور التكنولوجيا أصبح العمل عن طريق الانترنت من أكثر المجالات التي تشهد إقبالاً على مستوى العالم، حيث تُسهل على التاجر ومُتلقي الخدمة الوقت والجهد.

أم علي التي تحب طي البالونات وتشكيل الزينة أنشأت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وعرضت فيها صوراً لباقات زهور، وأقواس، وزينة، مصنوعة كلها من "البالونات"، وبدأ أصدقاؤها بإضافة أصدقائهم حتى أصبح لديها زبائن يتصلون بها، ويتفقون معها لإضفاء لمسات فنية لمناسباتهم.

أم علي الحاصلة على شهادة برمجة الحاسوب اصطدمت بواقع البطالة الذي يعانيه الكثير من الخريجين، كبر عملها الخاص مما جعلها تكلف أحد أقربائها بتوصيل الطلبيات لأصحابها، وهي اليوم تعمل مع عدد من الفتيات في المشروع، وتسلم يوميا عشرات الطلبات، الأمر الذي يدر عليها مبلغاً ماليا لم تكن تتوقعه كما تقول، دون أية كلفة تذكر، فهي ليست مطالبة بإيجار، كل ما في الأمر أنها تعطي من يعمل معها نسبة لقاء مشاركته في المشروع.

تقول أم علي "لم يتح لي فرصة الحصول على وظيفة ،إلا أنني قمت بإنشاء عملي الخاص، الذي اعتبره ناجحا وجميلا وحساساً".

أما سامي المحب لفن طي الورق "الاوريجامي" كثيراً، مما دفعه لإنشاء صفحة على "الفيس بوك"، خاصة ببيع الأشكال التي  يقوم بصنعها، وثبت عليها رقم هاتفه، وبدأ بنشرها بين أصدقاءه، وأصبح له زبائن عبر الانترنت، يتصلون به لتسجيل الطلبيات، ويقوم  بايصالها لمنازلهم مع إضافة قيمة 3 دنانير بدل مواصلات.

يقول سامي "للمرصد العمالي": "إن هذا العمل وفر له دخل ليساعد نفسه وعائلته، حتى يجد وظيفة تتناسب وشهادته الجامعية، إضافة إلى شغفه وحبه لهذا الفن"، وأشار أن العمل ليس عيباً، وأن على الشباب السعي لإنشاء مشاريع خاصة في حال لم يجدوا وظيفة، وأن لا يعتمدوا على أبائهم في مصروفهم الشخصي.

بدورها أسمهان تقوم بصناعة الحلويات بمختلف أشكالها وتقوم ببيعها يومياً، على أن يقوم الزبون بالتوصية قبل يوم من الموعد الذي يريد الحلويات فيه، وتقول أسمهان أن دخلها الشهري يترواح من البيع على الانترنت بين يقارب 400 ديناراً أردنياً.

في الواقع لا تزال تجارة الإنترنت ضعيفة جداً في مجمل الدول العربية، وتنحصر فيها على نطاق محدود لأسباب عدة أبرزها: ضعف انتشار استعمال الحاسوب عموماً والإنترنت خصوصاً على نطاق شعبي، وضعف البنية التحتية للتجارة الإلكترونية في النظام المصرفي وبطاقات الدفع الإلكتروني ونظم الأمان على الشبكة، وشبه غياب التشريع الذي ينظِّم التعامل الإلكتروني ونظام الجرائم الالكترونية في معظم الدول العربية.

سلام التي لم يتجاوز عمرها الـ23 عاماً التي لم تكمل دراستها أنشأت صفحة خاصة ببيع الأطعمة المُعدة في المنزل  تقول "للمرصد العمالي":  "إن عملي يساعد العديد من الفتيات العاملات اللاتي لا يجدن وقت للطبخ وإعداد الأطباق المنزلية المختلفة".

وتضيف أن عملها أصبح يُدر عليها دخلاً مناسباً، ولم يلحقها في صفوف البطالة، حيثث انتقلت من عاطلة عن العمل إلى صاحبة عمل.

ويقول الخبير الاقتصادي مازن مرجي "للمرصد العمالي"  أن التجارة الالكترونية خلقت فرصة غير محدودة للعمل غير التقليدي وساهمت التجارة الإلكترونية بخلق ملايين فرص العمل التي حملت شريحة واسعة من أصحاب الأفكار والأساليب الإبداعية في الإنتاج أو تقديم الخدمات والتسويق، حملتهم إلى عالم النجاح والثروة والشهرة وساعدت في تخفيف الكلف على على البائع والمشتري بصورة كبيرة.

ويضيف مرجي أن "التجارة الالكترونية"  لها القدرة رفع مستوى معيشة كل من يستخدمها من خلال كونها الحل الأمثل للمشاكل المالية، وأيضا قدرتها على تحقيق طموحات الأفراد عن طريق تسخير الإنترنت فى الحصول على دخل شهري.

وحول الصعوبات التي تواجه العاملين مستخدمي التجارة الالكترونية أجمع من جرى مقابلتهم أنها تتمثل بـ: غياب الثقة أحيانا بين البائع والمشتري ذلك لأن العميل لا يرى السلعة إلا بعد شرائها وتقتصر معرفته بالصورة المنشورة فقط، وعدم رد الزبون على هاتفه وقت تسليم السلعة حيث يخسر بائع السلعة بدل المواصلات، إلى جانب ذلك وجود منافسين في سوق التجارة الالكترونية وعددهم في زيادة، وغياب الضمانات التي تساعد على الإقبال بكل ثقة على التسويق الإلكتروني.

في هذا الإطار وبحسب خبراء ثمة قاعدة  تقول إن كل شيء يمكن بيعه عبر الإنترنت من الإبرة إلى الطائرة، لكن يبقى لكل سلعة أو منتج خصوصيته، ويبقى على كل بائع أن يعرف قدرته العملية واللوجستية وأن يعمل على أساسها، وفي كل الأحوال ثمة قواعد ينصح الخبراء بالتقيد بها لنجاح البيع عبر الانترنت مثل: تبويب السلع في الموقع ليسهل على المتصفح إيجاد ما يبحث عنه، وتضمين الموقع صوراً للسلع المعروضة للبيع تبرز جمال السلعة وأدق تفاصيلها ليتمكن المشتري المفترض من تكوين فكرة صحيحة عنها، إلى جانب العديد من الأمور التي تُساهم في بيع السلع بشكل أسرع.