الرئيسية > عمال كراجات: غياب للحماية الاجتماعية وبيئة العمل اللائق

عمال كراجات: غياب للحماية الاجتماعية وبيئة العمل اللائق

الثلاثاء, 12 أيلول 2017
النشرة الالكترونية
Phenix Center
عمال كراجات: غياب للحماية الاجتماعية وبيئة العمل اللائق
المرصد العمالي –  يتعرض مئات العاملين في  مهنة ميكانيكي المركبات وفني الإطارات (بنشرجي) وفني تجليس ودهان أجسام المركبات، لانتهاكات متعددة من ساعات عمل طويلة، وتدني الأجور، وعدم شمولهم بالضمان الاجتماعي، إضافة إلى غياب أدوات السلامة العامة وغيرها من الانتهاكات التي تؤدي إلى بيئة عمل غير لائقة للعاملين في هذا القطاع.

وبالرغم من الانتهاكات التي يعاني منها عاملون إلا أن محمود يستيقظ فجرا ليلتحق بعمله في تصليح السيارات، حيث يبدأ العمل عند السابعة صباحاً وينتهي في العاشرة مساءً، وصيفاً تمتد ساعات العمل حتى الثانية عشر بعد منتصف الليل، مقابل أجر شهري يبلغ 200 دينارا أردنيا.

يؤكد محمود في حديثه للمرصد العمالي أن ظروف العاملين في ميكانيك المركبات صعبة، حيث أنهم يتعاملون مع أدوات حادة قد تشكل خطراً  على حياتهم، وبين أنه لا يجري توفير لباس واقي لحمايتهم.

وأوضح أن تصليح المركبات ليس بالعمل السهل، فهي مهنة صعبة بحاجة لمهارة وخبرة كبيرة حتى لا يُفسد العامل ما يقوم بتصليحه.

خالد أكد ما جاء فيه محمود واستذكر قصة زميله في العمل الذي وقعت عليه السيارة وهو ممدد أسفلها لإصلاحها، مما تسبب بفقدان قدرته على السير.

وأشار خالد أن زميله الآن من دون عمل، ولا يوجد له دخل ثابت بسبب عدم شموله في مظلة الضمان الاجتماعي، مما حرمه من الرعاية الصحية، وأثقله بتكاليف علاج لم يكن يتوقعها.

وفي السياق ذاته بينت المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي أن (98 %) من المنشآت العاملة في قطاع المهن الميكانيكية غير مشمولة بالضمان، وأن (2850) من أصل (150) ألف عامل وصاحب عمل يعملون في هذا القطاع أي بنسبة (2 %) مشتركون بالضمان، وأضافت أن هناك شكاوى كثيرة ترد تتعلق بعدم التزام أصحاب العمل في هذا القطاع بشمول العاملين والفنيين لديهم بالضمان، كذلك شمولهم على غير فتراتهم الصحيحة وعلى أساس أجورهم غير الحقيقية، إضافة إلى الاكتفاء بشمولهم على أساس الحد الأدنى للأجور.

أيمن يعمل في الكراجات منذ 9 سنوات، أشار في حديثه أن تنقل في أكثر من مكان عمل، وقال أن العاملين في هذا القطاع يعملون لساعات عمل طويلة، ويعانون من ظروف وبيئة عمل غير لائقة تغيب عنها شرةط السلامة المهنية مما يعرض سلامتهم للخطر.

وبين أن هنالك العديد من أصحاب العمل يقومون بتشغل عاملين في سن صغيرة أقل من (16) عاما بأجور متدنية جداً، ولا تتجاوز  أجرتهم في بعض الأحيان ديناران ليوم العمل الواحد.

وفيما يتعلق بوجود عقود عمل تحمي حقوقهم قال ناصر الذي يعمل فني تجليس ودهان المركبات أنه لا يوجد عقد مكتوب، وأنه وزملائه جرى الاتفاق بينهم وبين صاحب العمل شفويا، مؤكداً أن رواتب  العاملين في مكان عمله تتراوح بين 150دينارا إلى 280 ديناراً .

العديد من العمال الذين جرى مقابلتهم في كراجات عدة أكدوا وجود انتهاكات متعددة يتعرضون لها في ظل غياب الرقابة والتفتيش الفعلي عليهم،  حيث أنهم يعملون أكثر من  ثماني ساعات دون أن يتقاضوا بدل عمل إضافي، ويفتقرون إلى شروط الصحة والسلامة المهنية، إلى جانب حرمانهم من الإجازات السنوية والمرضية.

وأكدوا خلال حديثهم أن المئات منهم غير منتسب لأي نقابة عمالية، ذلك لعدم فاعليتها في الدفاع عن حقوقهم، خاصة أن بعض أصحاب العمل في حال جرى المطالبة بالحقوق سيقومون بإنهاء خدمات من طالب بحقه، مشيرين أن هنالك حالات متعددة لعمال طالبوا برفع أجورهم وجرى فصلهم من العمل.