الرئيسية > هل يكفي استحداث معاهد للتدريب المهني لخفض معدلات البطالة؟

هل يكفي استحداث معاهد للتدريب المهني لخفض معدلات البطالة؟

الاحد, 22 كانون الثاني 2023
النشرة الالكترونية
Phenix Center
هل يكفي استحداث معاهد للتدريب المهني لخفض معدلات البطالة؟

المرصد العمالي الأردني - مراد كتكت

على الرغم من الجهود الحكومية في توسيع نظام التعليم والتدريب المهني والتقني لخفض معدلات البطالة في الأردن، إلا أن البطالة لم تنخفض بشكل ملموس، بل وصلت إلى مستويات مرتفعة وبخاصة بين فئة الشباب مقارنة مع معدلات البطالة التاريخية في الأردن، ومعدلاتها في غالبية دول العالم.


إذ بلغ معدل البطالة خلال الربع الثالث من العام 2022، وفق الأرقام الأخيرة الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة، (23.1) بالمئة، وأشارت الأرقام إلى أن (59.3) بالمئة من إجمالي المتعطلين هم من حمَلة شهادة الثانوية العامة فأعلى.


وتباينت نسبة المتعطلين حسب المستوى التعليمي والجنس، إذ بلغت نسبة المتعطلين الذكور من حملة البكالوريوس فأعلى (29.5) بالمئة مقابل (81.8) بالمئة للإناث.


وزير العمل يوسف الشمالي أعلن، أمس السبت، عن استحداث معهد للتدريب المهني والتقني في البادية الشمالية.


وقالت المؤسسة العامة للتدريب المهني، في بيان صحفي أصدرته أمس، إن قرار الموافقة على استحداث معهد للتدريب المهني في البادية الشمالية جاء وفقا لتوجيهات ورؤى جلالة الملك المتعلقة بأهمية تمكين الشباب وتأهيلهم لانخراطهم في سوق العمل.


وأشارت إلى أن القرار يأتي ضمن الخطة التطويرية التي تتماشى مع خطة المؤسسة الاستراتيجية التي ترمي إلى استحداث مراكز متميزة للتدريب المهني والتقني لخدمة شباب وشابات البادية الشمالية وتوفير خدمات التدريب المناسبة المبنية على احتياجات سوق العمل بهدف تقليل أعداد العاطلين عن العمل.


وأكدت المؤسسة حرصها للوصول إلى مختلف مناطق المملكة، وبخاصة الأطراف، من خلال الشراكة المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص لإنشاء معاهد متميزة للتدريب المهني والتقني لتنضم إلى سائر معاهد التدريب المهني البالغ عددها 35 معهدا في مختلف محافظات المملكة.


إلا أن ورقة سياسات أعدها مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية، عام 2020، أشارت إلى أن نظام التعليم والتدريب المهني في الأردن يواجه العديد من العقبات التي تحد من توجهات الشباب والشابات في الإقبال عليه، مثل نقص الموارد المالية اللازمة لتطوير برامج تعليم وتدريب مهني فعالة، وعدم مواءمة مهارات الخريجين مع احتياجات سوق العمل، وعدم مراعاة ميول الطلاب، إلى جانب عدم مراعاة قضايا النوع الاجتماعي، ما يؤثر على مدى فعالية هذه البرامج.


كما تواجه هذه البرامج صورة سلبية في المجتمع الأردني، إذ هناك العديد من المعتقدات التي تشير إلى أن سبب توجه الشباب والشابات إلى التدريب المهني هو فشلهم وقلة تحصيلهم لمعدلات عالية في المسارات الأكاديمية.


وبينت الورقة، التي جاءت بعنوان "التوسع في التعليم والتدريب المهني والتقني في الأردن.. نموذج مؤسسة التدريب المهني"، أن الهرم التعليمي في الأردن أصبح مقلوبا خلافا لغالبية دول العالم، إذ أن غالبية الطلبة يكملون تعليمهم في الجامعات ويدرسون تخصصات مشبعة في سوق العمل، والقليل يلتحقون بمعاهد التدريب المهني والتقني، ما زاد معدلات البطالة بشكل ملموس خلال العقود الثلاثة الماضية.


إذ بلغ عدد الطلبة الملتحقين في الجامعات الأردنية بدرجة البكالوريوس في الفصل الدراسي الثاني 2020/2021 ما يقارب الـ(280) ألفا، وفق آخر الأرقام الصادرة عن وزارة التعليم العالي.


في حين بلغ عدد الملتحقين في معاهد التدريب المهني والتقني عام 2021 نحو (10) آلاف طالب وطالبة فقط، منهم نحو 6500 ذكور والبقية إناث، وفق التقرير السنوي لمؤسسة التدريب المهني.


وأشار التقرير إلى أن عدد المشتغلين من إجمالي الملتحقين بلغ نحو (6450)، منهم (5160) من الذكور والبقية إناث.


وأوصت ورقة السياسات بضرورة جلب المزيد من الأموال والاستثمارات نحو معاهد التدريب المهني والتقني لتعزيز البنية التحتية العامة لها، وتعزيز المشاركة بين الجنسين في التدريب المهني وسوق العمل.


كما أوصت بإطلاق حملات توعوية تستهدف مخاربة ثقافة العيب حيال التعليم والتدريب المهني وأهميته في الانخراط في سوق العمل، واستخدام أساليب مراقبة الأداء التي تقيس جودة التدريب المهني من حيث المناهج وطريقة التعليم المستخدمة.