المرصد العمّالي- لوثت المبيدات الحشرية التي انتشرت في مصنع "الزمالية" للألبسة الواقع في الشّونة الشمالية يوم الخميس الماضي الهواء الذي كان داخل صدور 160 عاملةً، لكنّ إدارة المصنع لم تكتفِ بحجز الهواء عنهن، بل استكملت ذلك بإجبار العاملات على دفع تكاليف علاجهن، الى حين تسديدها لاحقا من قبل الإدارة بعد تقديم الفواتير.
تبدّد المبيد في المصنع الذي تم إغلاقه بقرار حكومي، لكنّه لم يتبدد من الجهاز التنفسي للعاملات، اللواتي سردنَ لـ"المرصد العمّالي الأردني" ما تعرّضن له.
العاملة في المصنع (أ.ط) تحدّثت لـ"المرصد العمّالي الأردني" مبيّنةً:"ظهر يوم الخميس جاء إلى المصنع عدد من الأشخاص لتعقيم المصنع، ورشّوا كل المصنع بالمبيدات الحشرية. بعد استراحة العاملات وتناولهن لطعام الغداء؛ بدأت العديد من العاملات يشعرن بالإغماء والتقيؤ، ثم تساقطت العاملات على الأرض، لنتوجّه إلى إدارة المصنع التي وصفت ذلك بـ"الدلع".
وتضيف مستكملةً: "لم تكترث إدارة المصنع بتساقط العاملات واحدة تلو الأخرى، إذ أن الإدارة برّرت ذلك في البداية بأنّنا شربنا "كركديه". بعد ذلك تم إسعافنا إلى المستشفى، وتم إجبارنا على دفع تكاليف العلاج، بالرغم من ادعاء الإدارة بأنّها سوف تدفع فواتير العلاج الخاصة بالعاملات".
(ر.ا) عاملة أخرى في المصنع أوضحت خلال حديثها لـ"المرصد العمّالي الأردني" المجريات قائلةً: "يوم الأربعاء؛ أبلغتنا الإدارة بأنّه سيتم رشّ الخزائن فقط بالمبيدات، وطلبوا منا تفريغها من أغراضنا الخاصة، ولم يتم إبلاغنا بأنّهم سيرشون المصنع كاملًا، وظهر يوم الخميس، ونحن نتناول الطعام في صالة الاستراحة؛ بدأت العاملات يشعرن بالإغماء والدوخة".
وتستكمل موضحةً: "شعرت العاملات بمرارة في الطعام والعصير، وبعد ذلك، بدأت العاملات بالتساقط على الأرض، لترفض إدارة المصنع حينها إخراجهن إلى الساحة الخارجية ليستنشقوا الهواء".
وتستطرد مضيفةً: "إحدى الفتيات تعرّضت للاختناق لأنّها مصابة بالربو أصلًا، وبدلًا من أن تسعفها إدارة المصنع؛ طلبوا منها أن تنعزل في غرفة من الغرف. هذه حالة من الحالات، إذ لم تكن ظروفنا أفضل قبل الحادث".
استكمالًا للحديث أعلاه؛ بيّنت العاملة (غ.م) أنّ إدارة المصنع لم تبلغهن بأنّها ستعقّم المصنع، موضحةً؛ أن إدارة المصنع رفضت خروج البنات إلى الساحة الخارجية ليستنشقن هواءً نقيًا، وأن إدارة المصنع لم تأبه لوجود حالات أخرى عندما جاء الدفاع المدني للإسعاف، إذ أنّ الإدارة أسعفت 13 عاملةً، لكنّها ماطلت بإسعاف العاملات اللواتي تسمّمن بعدهن.
العاملة (آ.ب) أوضحت لـ"المرصد العمّالي الأردني" متحدّثةً: "بعدما تناولنا وجبة الغداء في صالة الاستراحة؛ شعرت بالإغماء، وشاهدت أمامي العاملات يتساقطن، بعدها تعرّضت للإغماء، واستيقظت في المستشفى، وفي الغرفة التي كنت فيها؛ كانت أكثر من عاملة تنام على سرير واحد، وذلك لعدم وجود أسرة كافية".
وتستدرك قائلة: "وصفت إدارة المصنع ما كان يجري لنا بـ"دلع البنات".
وأسرّت مصادر لـ"المرصد العمالي الأردني"؛ بأنّ عدد الحالات في المستشفيات من العاملات اللواتي تعرضن للتسمم يتجاوز عدد الحالات التي أُعلن عنها، خلافًا للمعلومات الرسمية التي أكدت أن عدد الحالات التي لا زالت في المستشفيات 4 حالات فقط.
وخلال حديثه لـ"المرصد العمّالي الأردني"؛ أوضح أمين عام وزارة العمل فاروق الحديدي أنّ عدد الإصابات ليس ثابتًا، مؤكدًا، أنّه قد يرتفع أو ينخفض بحسب الحالة الصحية للعاملات.
وبحسب العاملات؛ فإنّ إدارة المصنع رفضت دفع تكاليف العلاج للعاملات، بل وطالبتهن بالعودة إلى العمل صباح اليوم الأحد، وذلك عبر التهديدات الضمنية، والتي تضمنتها الرسائل التي وجّهتها الإدارة إلى العاملات، وسرعان ما تراجعت الإدارة بعد قرار وزارة العمل بإغلاق المصنع؛ ويعمل حاليًا في المصنع رؤساء الأقسام وعدد من الإداريات والإداريين.
وتؤكد المادة 78 من قانون العمل الأردني؛ أنّه يستوجب على صاحب العمل توفير الاحتياطات اللازمة لحماية العمال من الأخطار والأمراض، وتوفير وسائل الحماية الشخصية من أخطار العمل، وإحاطة العاملين قبل اشتغاله بمخاطر المهنة، وعدم تحميل العمال أية نفقات فيما يخص علاجه.